04-05-2020 12:04 AM
بقلم :
(الوصلة الأولى )
هذه الأزمة علمتني وأعتقد كثيرون غيري , إننا لم نعطِ النعم التي كنا نعيشها حقها من الأنتباة , وبالتالي لم نحمد الله ونشكره عليها كما يجب , كنا نتذمر من بيوتنا أحيانا ونصاب بالملل من أبنائنا وإزعاجهم أحيانا أخرى ,ونبحث عن أسباب تبرر لنا صرف الوقت بعيداً عن الأسرة وحضنها وهذا كان خطأ لم ندرك خطرة إلا مع جائحة كورونا ومع ذلك إنهم يتحدثون في عجالة عن المدن الخالية، وشعورهم بالخوف، وحياتهم اليومية، والأخبار، والإجراءات المفروضة، والاكتشافات الجديدة في التعاملات فيما بينهم، وبوارق الأمل الصغيرة كذلك.
عند إدخال كلمتيْ (كورونا + يوميات) في محرك البحث غوغل تبلغ نتائج البحث ملايين عديدة. فماذا عسى أن يفعله المرء عندما تتعطل الحياة بهذا الشكل، حيث المتاجر والمكاتب مغلقة، والشوارع مهجورة، ومناطق كاملة تحت الحجر الصحي؟ كيف يمكن التعبير عن مشاعر مثل عدم اليقين، والملل، وعدم الرضا، في وقت يحظر فيه الالتقاء بالأصدقاء؟ لا يجد كثيرون أمامهم سوى الهاتف المحمول. فيفصحون عبره عن أفكارهم ويوثقون التغيرات الراهنة. لأنفسهم وللآخرين.
في صورة مذكرات مصورة بالفيديو يحكي هؤلاء قصصهم الشخصية في جائحة كورونا. وبذا، تنشأ وثائق شخصية وحقيقية حول هذا الحدث العالمي الذي لا تلوح نهايته حتى الآن في الأفق. فلا أحد يعلم ما سيحدث.
فقد تكون المذكرات التي يكتبها المراهقون والأطفال هي الأساس الذي ينبني عليه جزء من هذا التاريخ , عادة، لا يتم سرد التاريخ من قبل كبار الشخصيات في العصر، حتى لو كانوا بعضا من شخصياته الرئيسية. ولكن غالبا ما يتم إعادة بنائه من لقطات الحياة العادية، ومن معاناة مكتوبة بخط اليد، كرسالة كتبها جندي في الجبهة
تقول جين كامنسكي، أستاذة التاريخ الأميركي بجامعة هارفارد ومديرة هيئة التدريس بمكتبة شليسنجر في معهد رادكليف -في مقال بنيويورك تايمز- "إن اليوميات والمراسلات معيار ذهبي، إنهما من بين أفضل الأدلة التي لدينا عن عوالم الناس الداخلية".
ولأننا نعيش لحظة تاريخية قد لا تتكرر إلا كل مئة عام أو أكثر.
فكل الأشياء التي كنا نعتقد بامتلاكها إلى الأبد، نكتشف أنها إلى زوال ولعل ما قاله الشاعر الشاعر التونسي عبدالعزيز الهمامي في هذا السياق سيكون مدخلي لأيام عشناها في هذا الوطن .
فَلْتدخلْ بيتَكَ لَوْ تسْمحْ
العالَم مَوْبُوءٌ
وهَـوَاءُ الشّارِعِ يَـجْـرَحْ
المَنْزِلُ وَرْدتـك الأُولَى
وَمَكَانُـكَ فِي الغُرْفَةِ أَوْضَحْ