حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 625

الصحافة الورقية تأخرنا كثيرا

الصحافة الورقية تأخرنا كثيرا

الصحافة الورقية  تأخرنا كثيرا

30-04-2020 03:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
اقر باني لم اكن ارغب بالتطرق الى ازمة الصحافة الورقية لا من قريب ولا من بعيد فانا اعتبر نفسي جزء من هذه المنظومة من خلال عملي الممتد لأكثر من عقد من الزمان.
وكنت امني النفس حين اتطرق الى الصحافة الورقية ان يكون مقالي هذا عبرها لكني بت اكثر وعيا واكثر قناعة بانه لن يرى النور لو انطبقت السماء بمن فيها على الارض بمن فيها فاخترت هذا المنبر لاني يمكن ان اجد فيه ضالتي بالحرية المنشودة .
الصحافة الورقية وبعيدا عن الدبلوماسية في الكتابة الان تحتضر شاء من شاء وابى من ابى رغم المكابرة التي نراها وهي باتت تتوه وتضيع امام الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل وهذا ليس نقصا في المواهب انما هو نتاج النرجسية المفرطة التي تعيشها فأسرعت بقصف عمرها.
عشنا قصص الضائقة المالية عبر سنوات ولا زلنا نعيش ازمة الرواتب وسمعنا ما سمعنا من وعود وصار الوضع اشبه بالاستجداء مما ادى في البعض لان يحمل الحكومة المسؤولية ونسي الجميع ان يشير ولو اشارة خجولة الى واقع متردي منذ سنوات او ان يتحدث احد بكل شجاعة عن فعل يديه.
الجميع يكابر والجميع يريد كبش فداء يعلق عليه المسؤولية لكن لم يسال احد نفسه عن اسباب التراجع الهائل في المحتوى، والادارة ، ولم يسال احد نفسه من العاملين وهم من المقاتلين في محاربة الفساد لماذا الصمت عن الفساد الذي استشرى في هذه الصحف.
دعونا نكون واقعيين في ظل الفضاء المفتوح وسرعة انتقال المعلومة ولنقل ان الصحافة الورقية التي تخندقت خلف نرجسيتها دون التفكير في التطوير قد توقفت من فترة عند زمان الستينات والسبعينات ولم تتطور قيد أنمله واحده ولم تنتبه الى المنافسة المحتدمة التي ابقتها في الخلف معتقدة انها لا زالت في الامام .
لم ينتبه احد الى ان الابتعاد عن نبض الشارع والتقرب زلفى من المسؤول ولو كان على خطا وسياسة التنفيعات القائمة وعدم العدالة اضافة الى وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب قد ادى كل هذا الى دق مسامير كثيرة في نعش هذه المطبوعات حتى جاءت ازمة الكورونا فدقت المسمار الاخير بانتظار اعلان الوفاة .
هل يعقل ان تتوالى ادارات لا تعلم عن علم الصحافة شيء على هذه المطبوعات ؟ وان يتعاقب رؤساء تحرير لا يأتون فقط الا لتصفية الحسابات ؟ دون ان يرف رمش احد وما رف الرمش الا حين تأخرت الرواتب التي اصبحت تستجدى .
هل يعقل ان الصحافة التي تدعي انها صحافة وطن تحجب الحقائق عن الناس؟ وتحجب الراي والاخر؟ بينما مواقع التواصل والصحافة الالكترونية المتهمة بعدم المهنية تتطور وترتقي حتى اصبحت تحقق دخول ومتابعه وقراء في اليوم الواحد تعادل ما يدخل الى الصحافة في شهر او في سنة..
هل يعقل ان يستقطب كتاب للأعمدة لا يميزون بين الخبر والمقال والتقرير؟ ويتصدرون المشهد وكل ما يكتب بغالبه تطبيل بتزمير حتى اصبح الكلام لا يجدي ومثير للغثيان ..
هل يعقل ان تبقى الصحف الورقية محصورة بقال ،واوضح، وبين، وصرح والمح، وشدد ،واكد ، ؟دون ان نسمع رايا لاحد الا لبعض الذين ارادوا التقرب ويا ليت ان رايهم يهم الناس.
هل يعقل ان يكون هذا ونحن نقرأ الآراء بكل حرية تتطاير فوق منابر التواصل الاجتماعي وتفرض رايا وتعكس مزاجا عاما يسيطر فيما بعد على راي الحكومة.
هل يعقل ان يبقى هذا النهج وهذه المزاجية في التعاطي مع الاخبار دون ان يفكر احد بالتغير وهل يعقل ان تبقى هذه المطبوعات تحكم بالمزاج...
وهل يعقل ان يبقى الدعم محصورا بالقروض والاستجداء من الحكومة ؟ دون التفكير بعمل استثماري قابل للحياة يقي هذه الصحف العازة حتى اصبح التفكير بالاستثمار لا يتعدى انشاء مكتبة تبيع الاقلام والاوراق للطلاب .
وبمزيد من القهر اقول هل يعقل ان نرى الآراء في الصحف شيئا وعلى مواقع التواصل شيء اخر؟ اانا لفي ظلال مبين ولذا فاعلموا ان الناس قد كفرت بالإعلام الورقي.
وفيض من غيض هل يعقل ان نرى مؤسسات متردية ماليا ترفع رواتب البعض وتخسف مستحقات البعض بل تصادرها جزافا من باب الضائقة المالية ؟ والبعض يأخذ السلف بألاف الدنانير وبعض لا يجد قوت يومه بحجة الضائقة المالية ؟ والجميع منقسم بين مع او ضد حسب المنفعة الشخصية .
لا اريد ان اتكلم اكثر ففي فمي كلام كثير ولكن كل ما اريد ان اختم به بكل الم واسى هذا ما جنته ايديكم ولم يجني عليكم احد لا حكومة ولا غيرها الصمت والرضي بالتنفيعات والمراوغة في الحقوق قد عرقل المسيرة بل اوقعها .
ان المشوار انتهى او يكاد والترميم اصبح صعبا والصحف اصبحت تعيش على اجهزة الانعاش التي ستنزع عنها ان اجلا ام عاجلا ....لإعلان الوفاة رسميا.
لقد تهنا عن الطريق وتأخرنا كثيرا يا اصدقائي وزملائي لذا لن نعود ولذا لا تفرطوا في الامل فالمكتوب يقرا من العنوان والعنوان يقول ..سنبكي مثل النساء ملكا مضاع لم نحافظ عليه مثل الرجال ...لن يصلح العطار ما افسده الدهر والله من وراء القصد.








طباعة
  • المشاهدات: 625
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم