29-04-2020 12:32 PM
سرايا - كان الروائي والمصور عيسى القواسمي والفنان حسام أبو عيشة يضعان تصوراً لبرنامج يفكران ببثه على شبكة التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان عندما برزت الفكرة لأول مرة.
.
كمامة تراثية.
فالفنان المقدسي أبو عيشة هم بالخروج من مخيطة القواسمي في شارع المسعودي بمدينة القدس الشرقية المحتلة حينما تذكر أن عليه أن يشتري كمامة يرتديها أثناء خروجه لتفادي غرامة مالية.
«انتظر قليلاً سأصنع لك كمامة تراثية»، قال له القواسمي وهو يبحث بين قصاصات قماش عليها مطرزات تراثية في إحدى زوايا المخيطة التي كتب فيها القواسمي عدداً من رواياته.
في غضون دقائق كانت أيدي القواسمي تصنع ما باتت أشهر الكمامات في تاريخ أزمة فيروس كورونا.
وبالنسبة للقواسمي وأبو عيشة فإن الكمامة قد لا تكون بالمواصفات الطبية العالمية ولكنها ترسل رسالة تشدد على التمسك بالهوية والتراث الفلسطيني.
وقال القواسمي لـ «الأيام» «صنعت كمامة أخرى لنفسي والتقطت مع حسام صورة نشرناها على صفحاتنا في شبكات التواصل الاجتماعي وكانت ردود الفعل من المتابعين مثيرة ومشجعة».
وأضاف «بدأت الأفكار تتوالى وصنعنا كمامات تحمل أعمال تطريز مختلفة الأشكال، كما استخدمنا الكوفية الفلسطينية في صناعة كمامات».
وتابع القواسمي «نشرنا صورة للكمامات على صفحة شبكات التواصل وبدأ الأصدقاء من الضفة الغربية وبعض الدول العربية والغربية يطلبون منا إرسال كمامات منها لهم».
وفي العديد من دول العالم أصبحت الكمامات إلزامية عند الخروج إلى الشوارع والمراكز والشركات ولكن ثمة الكثيرون الذين يفضلون أيضا ارتداءها من اجل تفادي التقاط الفيروس.
وفي حين باتت بعض الكمامات تحمل إشارات علامات تجارية عالمية وخاصة تلك المختصة بالرياضة فإنما لكمامات القواسمي رسالة انتماء.
وقال القواسمي: «هي شيء رمزي ولكنها تحمل رسالة، فعندما ترتدي كمامة عليها نقشات تراثية مثل أعمال التطريز والكوفية فإنك تعبر عن انتمائك لهذه القضية».
وأضاف «نحن نواجه الجائحة بالتصميم والإرادة وهو ما نمتاز به كفلسطينيين لم تثننا النكبات والكوارث عن التخلي عن قضيتنا».
في الأيام العادية، يقوم القواسمي بأعمال الخياطة لزبائن بالقدس الشرقية المحتلة وفي ظل أزمة كورونا فإن الكمامات التراثية باتت تلقى رواجاً.
ويعرض القواسمي في جانب من محله الصغير نماذج من هذه الكمامات.
ويقول إن ثمة من طلب منه كمامة خاصة للعرائس عليها ورود.
ويضيف «في أحد الأيام كان حسام ابو عيشة يسير بالشارع وهو يرتدي كمامة مصنوعة من قماش الكوفية فأوقفه شرطي إسرائيلي وسأله عن سبب ارتدائها، فرد بأنها من أجل السلامة من الفيروس وعندها اضطر الشرطي لتركه يمضي في سبيله».
«الأيام الفلسطينية»