24-04-2020 10:09 AM
سرايا - بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي عميد آل البيت صاحب الجلالة الهاشمية المعظم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية اسمح لي أن أرفع لمقامكم السامي ولوليّ عهدكم الأمين أسمى آيات التهنئة والتبريك بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم وعلينا وعلى وطننا بأفضل حال، داعياً المولى عز و جل أن يحفظكم و العائلة الهاشمية بحفظه ويسدد على طريق الخير خطاكم. كما أتقدم من حكومتكم الرشيدة بالشكر الجزيل على جهودهم المبذولة في مكافحة جائحة كورونا (covid19) العالمية، وكذلك جهودهم في تذليل العقبات أمام عودة الطلبة الأردنيين في الخارج إلى حضن وطننا الدافىء الحنون.
مولاي صاحب الجلالة،
كلما تشرق شمس الصباح، ينمو لدينا أمل عودتنا نحن الطلبة الأردنيين إلى أردننا الحبيب، وننصت يومياً بلهفة الأطفال والعشاق لخطاب وزير الإعلام وهو يتحدث عن إجراءات الحكومة في الحد من انتشار ذلك الوباء، وكلنا فخر بما نسمعه في مكان إقامتنا عن حسن إدارة ملف الجائحة في أردننا الذي نفاخر به العالم أجمع. وكم كانت فرحتنا عظيمة عندما سمعنا توجيهاتكم السامية للحكومة بتذليل العقبات أمام عودتنا إلى وطننا وشعورنا بأنك قريب منا ومن معاناة بعدنا عن وطننا في هذه الظروف، وبدأنا نرسم سيناريوهات العودة وانتظرنا بشغف خطة الحكومة في ذلك الأمر، وبعد سماعنا خطة الحكومة بدأ شعور العتب على فريق إدارة الازمة يظهر جلياً، كون الخطة التي رسمت لعودتنا تحتاج إلى بضعة شهور أو أكثر، والعتب على قدر المحبة.
مولاي صاحب الجلالة، جدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى خطة معركة بدر الكبرى، ولما جاءه من يشير عليه أخذ برأيه كونه أكثر صواباً، وكان هذا الأمر سبباً رئيساً لانتصار المسلمين في المعركة، ونحن اليوم أبناؤك نقتدي بمنهج نبينا الكريم ونضع بين أيديكم مقترحات نتمنى أن تأخذ بها الحكومة علّها تسهل عودتنا وتقلل الفترة الزمنية لذلك. ونلخص تلك المقترحات بما يأتي:
أولاً: زيادة عدد فنادق الحجر المخصصة للطلبة الأردنيين العائدين من الخارج، وتنوع أماكنها، وفي ذلك مكسب زيادة أعداد الطلبة العائدين في كل دفعة، وتشغيل الفنادق التي تضررت جراء توقف السياحة الداخلية والخارجية هذه الأيام بسبب الجائحة. وكما تعلمون سيدي أن العقبة والبتراء والعاصمة الحبيبة تمتلك عدداً كبيراً من الفنادق التي يمكن استثمارها لهذه الغاية.
ثانياً: تنويع مستوى التصنيف للفنادق المختارة للطالب وأن لا تكون مقتصرة على خيارين إما فندق خمس نجوم أو مخيم. ما المانع أن توجد خيارات فنادق أربع نجوم وثلاث نجوم مثلاً مما يعطي الطالب خيارات أشمل وتتناسب مع مقدرته المالية.
ثالثاً: الاستفادة من منشآت وزارة الشباب مثل بيوت الشباب في المحافظات في عزل الطلبة العائدين للوطن، وبذلك قد نجد خدمة أفضل من المخيمات المنوي إقامتها وبسعر مقارب لها.
رابعاً: الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي قدمت فرصة لمن يملك منزلاً إضافياً بعزل نفسه فيه وتحت رقابة مباشرة من الجهات الأمنية وذلك باستخدام ما يسمى بالإسوارة الإلكترونية وبالتنسيق مع الحكام الإداريين، وبإمكان الحكومة اقتراح أدوات رقابية وضمانات تراها مناسبة لنجاح هذه الفكرة وبالتالي نزيد من عدد الطلبة العائدين خلال نفس الفترة الزمنية، ونخفف على أهلهم بعضاً من تكلفة عودتهم. ولكم في التجربة الكويتية خير مثال على هذا الاقتراح.
مولاي المعظم، هذه المقترحات المتواضعة قد تقلل من شعور الخوف وغصة البعد لآباء يرتجفون خوفاً على فلذات أكبادهم في هذه الظروف، وقد تمسح دمعات الأمهات التي تسيل يومياً شوقاً لاحتضان أبنائهن وبناتهن، وأنت أب الجميع وتشعر بما تشعر به عائلات الوطن جميعاً.
و ختاماً، أدعوا الله مع بداية شهر رمضان المبارك أن يحفظ الأردن ملكاً وحكومةً وشعبا من كل شر ومكروه، وأن يبارك جهودكم وكل جهد يهدف إلى رفعة وطننا الحبيب وحمايته وأمنه.
دمت بخير يا سيدي
إبنك طالب الدكتوراة في جمهورية مصر العربية،
المحامي صهيب يحيى الشرمان