حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 910

من الجائحة الى النائحة

من الجائحة الى النائحة

من الجائحة الى النائحة

22-04-2020 07:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
منذ ان دخل الاردن في قاموس جائحة الكورونا لم يشعر الناس بالخوف كما شعروا به في بداية الدخول حتي ان التزامهم اصبح مثاليا في كل شيء .
ومنذ لك اليوم حتى يومنا هذا وصل الجميع حد التشبع من الخوف والالتزام حتى اصبح الجميع يبحث عن وسيلة لينتهي من الامر برمته فالأمر في بدايته جاء على الناس فجأة
.وربما ينتهي ننام ونستيقظ لنراه وقد انتهى فجأة والجميع الان يريد ان يتعايش لو شرب الفيروس شربا فقد هدأ حديث الرعب وبدا حديث القادم .
و الكل يبحث عن طريق الخروج ولكن الى اين والى اين مستقبل سنمضي فكل الطرق باتت تؤدي الى نائحة اقتصادية ليس لها مثيل .
سيخرج الناس من بيوتهم وحجرهم والتزامهم ليصطدموا بفواتير الماء والكهرباء والاتصالات وضياع العمل ووقتها سيبدأ الصراخ ..وسيخرج القطاع الخاص وتحديدا كبرى الشركات الصناعية وشركات الطيران وغيرها ويدخلون الى ضائقة العجز وترميم الامور ووقتها ربما سيفقد الاف العاملين وظائفهم ان لم يكونوا فقدوها بالفعل .
سيخرج التجار لينفضوا الغبار عن بضائع تكدست وانتهى موسمها وسيحتاجون لغيرها كي تدور عجلة الانتاج لكن العجز سيبقى طاغيا على الجميع لوقت طويل الا من رحم ربي .
وسيجد البعض نفسه مطالبا بأجور لا يستطيع الايفاء بها ووقتها ستزدحم المحاكم ناهيكم عن الكم الهائل من الشيكات المعادة لتجار لم يفتحوا ابواب محلاتهم طيلة المدة التي مرت او لمتعاملين مع مصانع وشركات لم يستطيعوا الايفاء.
وستخرج الدولة برمتها من جائحة الكورونا لتدخل نائحة الضائقة الاقتصادية شاء من شاء وابى من ابي فالأمر حاصل لان الدولة الان ومنذ شهر تقريبا بلا موارد نهائيا حتى المحروقات واسعارها لم تعد تسعفهم وانفاقها تضاعف عن الحد الطبيعي بل تجاوز الخطوط الحمر فما العمل؟ واين تكمن الحلول .
الناس تريد ان يتكلم الجميع معها بالعاطفة ويردون ان يسمعوا كلمة الراتب نزل وانتهى الحجر لكن لم يفكر احد بقادم الايام الذي بات يحتاج لعقول حقيقية ولا يحتاج لفوازير رمضان يلتهي الناس بحلها طمعا بجائزة لن تأتي ابدا مثل تطبيقات المحافظ الالكترونية التي دخلت هي ايضا اللى حياة الناس فجأة ..
لنتكلم بصراحة فالقادم يحتاج الان التفكير بالحلول قبل ان نتفاجأ بانهيار تدريجي يضعنا على حافة الهاوية وهو ما بتنا نلمسه الان دون ان نشعر به لكننا وبمجرد شعورنا سنصبح مثل الطائر المذبوح الذي يرقص من الالم.
لنعترف ايضا ان الدولة بكل مكوناتها في ورطة ..ورطة مطالب الناس بتخفيض كل شيء وورطة الرواتب وورطة الالتزامات القادمة التي تريد الدولة الايفاء بها .
وبعيدا عن التطمينات التي نسمعها علينا ان ندرك تمام الادراك اننا امام مرحلة مفصلية في تاريخ الاردن اما ان نخرج منها اقوى معتمدين على الذات او نبحر في بحور الديون والقروض وصندوق النقد الدولي وعندها مش رح نلحق رفع اسعار وخوازيق نتمنى معها ان نعود للخوازيق السابقة . .
وهناك ورطة الاستيراد فكل حدود الدنيا مغلقة ويضاف اليها ورطة التصدير اذا ما اضفنا ورطة الخوف القادم الينا بعودة المغتربين والطلاب ومن تقطعت بهم السبل رغم مطالبتنا بذلك.
من باب المساعدة والانصاف وكحلول يمكن لها ان تجدي نفعا ولا ترهق الناس فالأجدى الان جدولة الديون للناس لمدد طويلة او تأجيل الفواتير لوقت ميسرة حتى تستمر الحياة خصوصا اننا مقبلون على شهر الرحمة والغفران شهر رمضان وهذا الشهر التزاماته تفوق باقي اشهر السنة بالضعف .
وعلى الشعب ايضا ان يتعامل مع قادم الايام بحذر وتقشف وصبر طويل نرجوا ان لا يفقده من تصريح لمسؤول متهور مثل تصريح رواتب الهيئات المستقلة.
وستنتهي اشياء كانت في تقاليدنا ..وستاتي اشياء لم نكن نتوقعها لتصبح تقليدا وما علينا الا ان نكون من الصابرين والاهم ان على الناس ان تتراحم فالذي رأيناه في بداية الجائحة من تعاطف يجب ان يستمر فالمر مستمر... والصعب سيكون اصعب وواهم من يعتقد غير ذلك .
كلنا نريد ان ننهض على اقدام ثابته غير راجفه او متكئة على الخوف وكلنا يريد الخلاص وجميعنا يريد ان يضحك اخيرا لكن الجميع دولة وشعب الى اين سيمشون (اذا كانت الارصفة زجاج والقلوب حجارة ) سنخرج من ضائقة وندخل الى نائحة والله المستعان.








طباعة
  • المشاهدات: 910
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم