05-04-2020 03:31 PM
بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
شكرا وألف شكر لفايروس الكورونا..!
شكرا لأنك الوحيد الذي إستطاع أن يجعل العالم أجمع يقف أمام الحقائق ولا شيء غير الحقائق.!
شكرا لأنك في بلدي تحديدا نفضت الغبار عن أشياء نسيناها أو تناسيناها..!
كنا قد نسينا الله والوطن وأدرنا الظهور وركضنا بكل لهفة وراء، الأسماء والأشياء، فألهنا البشر وعبدناهم، وركعنا للدرهم والدينار، وصمتنا ننصت فقط لقناة الجزيرة أو العربية أو مذيع هنا أو هناك قد أغدقوا عليه الأموال وألبسوه أجمل حلة ليتلوا علينا مزامير الشيطان فنصدقه كأنه نبي مرسل لنا..!
شكرا لأنك فتحت لنا أبواب الوطن وخزائن الوطن، فهربنا جميعا إليه فاحتوانا وقبلنا، ولم ينكرنا ولم يعاتبنا على عقوقنا..!
شكرا لأنك أخذتنا إلى طريق تهنا عنها، حادينا فيها عرش ملك لم نختلف عليه بأنه قبس من نور الهادي، لكننا من كثر الرماد الذي ذر في العيون جهلناه، أو خفت الضوء فلم يرانا أو نراه، وعلى جنبات هذا الطريق أجناد عسكر منا، للسائرين فيه حماة.
شكرا لأنك أعدت لنا الأردن كما عهدناه، أبا يكد، وأما تحنو، وأخا وأبن عم فارس حارس، رحيم وسيم، كريم، أعدت الأردن كما نتمناه..!
شكرا لأنك أيقضت أدعيتنا، ووجهت أيدينا للسماء نرجوها وأقنعتنا أن لا جهة أخرى غير فوق، يتجه إليها الدعاء والرجاء..!
شكرا لأنك ذكرتنا بذوي القربى، والجار، والفقير، والمسكين، فقد كنا قد ظنناهم قد رحلوا أو أنهم هم من سرقوا أحلامنا وكسروا أقلامنا، وتسببوا بالعناء..!
شكرا لأنك سخرت من السياج الذي شيدناه بالإنشاء والغناء، ونفخت عليه فطار أمام أعيننا، فعرفنا أن الأوطان لا يحميها الإنشاء والغناء والغرباء..!
شكرا لأنك كشفت لنا عن حقيقة وجوه، وأسقطت أقنعة البلهاء والأغبياء..!
شكرا لأنك فرزت الأبناء الشرعيين من أبناء البغاء.
شكرا وألف شكر، فأنت وحدك من أعاد صياغة الأردن أجمل قصيدة، وأبلغ قصيدة، وأنت من أوصانا أن لا نقبل إلا الحقيقة وأن نعتزل الزيف وننبذ الرياء..!
شكرا لأنك أرعبت العالم أجمع لكنك علمتنا أنك أضعف من أن تنال منا عندما نلجأ للوطن...!
(رايق عياد المجالي /أبو عناد)