25-03-2020 05:33 PM
بقلم :
ما حدث يوم أمس كان متوقعا وليس مفاجأة لنا؛ والدليل على ذلك ما حدث يوم الجمعة الفائت؛ وما حدث في عرس اربد؛ ولذلك فلا داعي أن نتقاذف الانتقاد والتلاوم وتحميل المسؤولية للحكومة او لوزير أو وزراء بعينهم؛ من السهل توجيه النقد لأي كان سواء الحكومة او الشعب والمبررات جاهزة ومتوفرة؛ فالحكومة اجتهدت ووضعت الخطط للتنفيذ والتطبيق لتوصيل الغذاء والدواء والماء بكل بسهولة وسلاسة للمواطن؛ ولكن للأسف الخلل والخطأ الذي حدث ليس من مسؤولية الوزراء وإنما من مسؤولية بعض من نفذ على أرض الواقع أنه لم يلتزم بالتعليمات؛ علاوة على أن الشعب لم يكن صبورا فالكل يريد أن يحصل على الخبز خلال أول ساعة توزيع وهذا مستحيل أن يتم تلبية طلبات عشرة ملايين نسمة حرموا من الخبز مدة ثلاثة أيام خلال ساعات قليلة وبنفس الوقت؛ فقد راهنت الحكومة على وعي الشعب إلا أنه خسر الرهان، والدليل ان ما حدث يوم أمس ويوم الجمعة الفائت يحدث اليوم بعد أن أقدمت الحكومة على فتح الأسواق بكاملها وعلى مصراعيها؛ فمعظم الناس وخصوصا في المحافظات والقرى غير ملتزمة بشروط السلامة العامة؛ والان وضعت الحكومة على الشعب كامل المسؤولية حتى يتحمل نتاج افعاله، فلو انتشر المرض لا قدر الله في البلاد سيكون الشعب هو الذي سيدفع ثمن جهله و جشعه.
الحكومة استنفذت كل الوسائل لاحتواء الفيروس الا ان الشعب أبى ان يتعاون لمدة اسبوع فقط، عندما تنفجر المستشفيات لا سمح الله نتيجة الاصابات سيتمنى الشعب لو أنه لم يتحرك من فراشه، فكم من أم ستسمع صراخ طفلها وتمنع من الاقتراب منه، وكم من شاب سيودع أمه وابيه او زوجته وبنيه من خلف الزجاج دون ان يحرك لأحد ساكن. لا نريد دموعا تسيل في الطرقات؛ ولا قبورا تحفر في المقابر؛ ولا عزاءات دون معزين؛ افيقوا ايها الشعب الأبي الواعي؛ من سباتكم؛ ولتبقى بطوننا خاوية ساعات إضافية؛ خير من أن تبقى خاوية للأبد.
المرحلة الان فعلاً بحاجة إلى وعي كامل من الشعب، وان يتحمل الجوع لساعات اضافية ان كان هناك جوع ، أن يتحمل ألم الوحدة والملل وصراخ اطفالك حولك بكل عافية ، أفضل من أن تسمع نفس صرخاتهم الا انها ستكون مليئة بالألم والندم.
لن تدركوا نتيجة أفعالكم إلا إن أتى الوقت لتفريق عائلاتكم و فقدانكم لأحبابكم، لا تجعل السيجارة أغلى من روح أمك أو أبيك أو أخوانك وأطفالك.
رسالة للشباب؛ وإن كنت تظن أنك بأفعالك تبدو أكثر رجولية، صدقني ستتحطم رجوليتك الزائفة وأمك مستلقية لا سمح الله في ممرات المستشفيات لعدم وجود مكان يحتويها؛ لقد حان الوقت لأن نتحمل مسؤوليتنا حكومة وشعب وأن تتصافر جهودنا؛ وأن نلتزم بتوجيهات الحكومة من أجل مكافحة هذا الوباء قبل أن يستشري ويتوسع وبعدها يصعب مكافحته؛ فنندم يوم لا ينفع الندم؛ لا نريد دموعا؛ وإنما نريد فرحا وسرورا وسعادة؛ لا نريد مجتمعا متفرقا؛ وإنما نريد مجتمعا متحابا ومتحدا ومتعاضدا كالبنيان المرصوص؛ لا نريد وطنا موبوءا وإنما نريده صحيا ونظيفا؛ وعلى أصحاب الأقلام المسمومة أو المأجورة أن يطهروا أقلامهم من السموم؛ وأن يجففوا حبرهم بدلا من بيعه بسعر بخس حفاظا على سمعتهم وكرامتهم؛ او موتوا بغيظكم وحقدكم وكراهيتكم؛ فهم مكشفون للجميع فلا داعي لتصفية الحسابات على حساب الوطن؛ فالوطن أغلى منا جميعا؛ وفوق كل خلافاتنا ومصالحنا الضيقة؛ حما الله الوطن الغالي على قلوبنا؛ وقائد الوطن المحب لشعبه؛ وشعب الوطن الوفي لقائده؛ والمنتمي لوطنه؛؛؛؛الزم بيتك #