25-03-2020 04:08 PM
بقلم : الدكتور ابراهيم محمد الرواشدة
اظهرت ازمة كورونا مجددا بان ادارة الحياة وتجنب المخاطر وتوقع الاحداث العنصر الرئيسي في النجاه من طوق الغرق الذي يداهم الامم دون سابق انذار,فالامر كله بيده الله ومرجعه لله الواحد الاحد الفرد الصمد, فهو الصامد والقادر على تغير الاحوال واستبدال القوم (قال تعالى:" وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم" ) صدق الله العظيم. ان تسارع وتيرة الاحداث وزيادة مؤشرات خطورة الموقف تدعو للوقفه مع النفس البشريه في اعادة حساباتها وتسلسل احداثها الزمنيه واصلاح المفسد منها وشطب التجاوزات والبعد عن المغريات وتهذب التصرفات وتحسين السلوكيات والعمل على زيادت اعمال الخير والصلاح والتعلق المستميت بالعبادات والروحانيات ذات الصله بخالق الارض والجبال ورافع السبع السموات. مجددا اكدت هذه الازمه مدى الوعي لدى الامم في ادارة شؤون حياتهم اليوميه فقد ظهرت ازمة التهافت على لقمة العيش والجري خلف رغيف الخبز الى التطلع للمستقبل من قبل الفنادق والمستشفيات والمصانع الكبرى الى اعداد مساحات ضمن البنيه التحتيه تسمح بفتح مخبز وتغطية احتياجات الافراد والعماله وماذا يعني ذالك؟ ان العمل بمثل هذا التفكير يحد من تهافت الشعب على شراء رغيف الخبز في الايام الاعتيادية فما بالكم خلال ايام الازمات وحالات الطوارئ, وهذ التفكير يعمل على التقليل من فائض الخبز المشاهد في اكياس امام او معلقا على حاويات النفايات (أكرمكم الله), وايضا يعمل على خفض النفقات لدى المنشات والمستثمرين في القطاعات المستفيده من هذه الغايه,؟ ولو كان هذا التفكير ماخوذا بالحسبان من ذي قبل لما احتيرت الدوله وانفسنا اليوم لكيفية التعامل مع الية توزيع الخبز وغيره من اجل منع اكتظاظ الناس وتجمهرها حول طاولة المخبز او نافذته مجرجرين انفاسهم المليئه بالميكروبات وعلى راسها فيرس كورونا. ان ازمة كورونا حفزت النشاط التفكيري لدى الكثير من اجل العوده الى الارض واستغلال المساحات الشاسعه(البور) في زراعة المحاصيل الاستراتيجيه كالقمح مثلا او الصغيره او الحديقه المنزليه وحتى الاسطح الى استغلالها وزراعة ما امكن زراعته ضمن نطاق توفر المياه والاخذ بالاعتبار احتياجاتها المائيه,فعملية زراعة احواض او اتلام من الخضروات والنباتات الورقيه لا تكلف شيئا ويمكن تزويدها بماء مغاسل المطابخ اومن احواض غسيل الملابس.
الجديه في التخطيط والتفكير السليم هو سر نجاح الامم من اجل تطورها والحفاظ على اقتصادها و انقاض ارواحها البشريه.