بقلم : المحامي صالح يوسف الداوود
لا تزال حكومتنا الأردنية تفاجئنا يوما بعد يوم بإدارة حكيمة ومميزة لملف الكورونا، وهذا ما عجزت عنه دول عظمى في العالم التي ما فتئت تتلاقف الكرات بمصدر انتاج هذا الفيروس الهجين وأصوله دون استباق حقيقي لدرء الخطر الكبير الذي يحيق بمواطنيها؛ فجميع خطواتهم قد جاءت مع الأسف متأخرة بعض الشيء فيما يتعلق بالحجر الصحي وعزل المصابين واتخاذ إجراءات الحماية والسلامة والوقاية لأبناء شعبهم. وعلى نقيض تام تألقت الحكومة الأردنية اليوم وضربت مثالاً حقيقياً لجميع حكومات العالم بالمواطنة واحترام الإنسان وكرامته؛ فالحكومة الآن تقف على نفس المسافة مع تسارع انتشار المرض في العالم والحفاظ على سلامة المواطن الأردني وتثبت لنا نجاعة وثبات القيادة التي تدير دفة هذه المعركة منذ اللحظة الأولى.
لقد عكست الحكومة الأردنية بشفافيتها منذ البداية وتفعيلها لمجموعة من القوانين بدء بقانون الصحة العامة والأوبئة وانتهاءً بقانون الدفاع خطة عمل واضحة المعالم لمواجهة الأزمة التي يمر بها الأردن وتحملت المسؤوليات المناطة بها بكل شفافية وأمانة بل وواجهتها بكل جراءه وشجاعة منقطعة النظير.
نحن اليوم وبتطبيق قانون الدفاع علينا مواجهة الوباء بكل الطرق والوسائل كي يخرج هذا المركب الوطني نحو بر الأمان، علينا أن نكون على قدر الوعي وتحمل المسؤولية، لذا فإنني ومن باب واجبي الوطني وإحساسي بأنني جندي من جنود هذا الوطن العظيم اقترح على حكومتنا الرشيدة بعض الإجراءات الإضافية ومنها:
- وقف العمل بقانون المالكين والمستأجرين وتقسيط هذا الشهر لمده سنة وذلك رحمة ورأفة بالمواطنين من ذوي الدخول المتدنية.
- وقف الرسوم والتراخيص على المحال التجارية والسيارات وكل ما هو بحاجه لترخيص لمده شهر واضافتها لتكلفة نهاية العام.
- وقف العمل بقانون ضريبة الدخل والمبيعات لمده شهر على الأقل لمعرفة حجم الضرر الذي سيقع على عاتق الوطن من خلال هذا الوباء وتبعاته.
- تأجيل اقساط البنوك للمواطنين ليبدأ العمل بها بعد شهر من انتهاء هذه الحالة بدون رسوم وغرامات وفوائد.
أعي تماما مدى خطورة هذا الاقتراحات على الاقتصاد القومي والوطني، ولكن بالنظر للأثر الإيجابي الذي سيلحق بالمواطنين في ظل عدم مقدرتهم على العمل والإنتاج وسد رمق عائلاتهم؛ فالأمر يستحق التجربة بجدارة.
وفيما يتعلق بالمسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقنا جميعاً؛ أقترح على حكومتنا وهيئاتنا الوطنية غير الربحية ما يلي:
- تفعيل دور المبادرات المجتمعية فيما يتعلق بتكافل الأفراد ببعضهم البعض وذلك من خلال صناديق يقوم على إدارتها الكادر الأمني والجيش العربي الذين يسطرون بجهودهم وأدائهم ودورهم قصة نجاح تتوج على جبين كل أردني حر.
- اختيار ضابط ارتباط أو أكثر في كل حي من أحياء المملكة يكون ارتباطه مع الحاكم الإداري لوضع كشف بأسماء كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الأسواق أو من يعتبر ذهابهم يشكل خطر على حياتهم وتزويد الحاكم الاداري بهذا الكشف لتزويدهم بالاحتياجات الضرورية.
علينا اليوم كمواطنين أن نكون على قدر من الوعي والمسؤولية تجاه البلد لنطرّز معا قصة نجاح أردنية على هذه الجائحة العظمى ونكون جزء لا يتجزأ من هذا الانتصار، علينا أن نقف صفاً واحدا تجاه هذا العدو المجهول من خلال التزامنا الكامل بتعليمات الحكومة، علينا نحن أبناء الوعي أن نتكاتف معا لنكتب قصة نجاحنا الأولى في العالم... قصة الانتصار على الكورونا ونكون بذلك قد غيّرنا وجه التاريخ بحكمتنا؛ فكل الطرق في زمن الكورونا ستؤدي عندها إلى الأردن لا إلى روما...