22-03-2020 02:36 PM
بقلم : اللواء المتقاعد توفيق الحلالمة
يحتفل الوطن كل عام بمناسبة عزيزة غالية على قلب كل واحد منا ،ذكرى معركة الكرامه الخالدة...التي سجل فيها الجيش العربي المصطفوي أروع معاني النصر والبطولة والشجاعة.
نستذكر هذه المعركة الخالدة لأنها جزء من تاريخ أردننا المشرق، وتاريخ هذه الأمة المرابطة، والتي تعد محطة متقدمة في تاريخ جيشنا العربي المصطفوي، وريث الثورة العربية الكبرى والسائر على نهج جيوش الفتح في معارك اليرموك وحطين ومؤتة، نقرأ اليوم بين سطور التاريخ لأبنائنا وأحفادنا من دفاتر النصر حكايات البطولة والشجاعة والإيثار لجند عاهدوا الله على بذل الغالي والنفيس في سبيل العزة والكرامة والإباء.. ومن هنا فالعبر في محطات الذكريات الخالدة كثيرة وعزيزة وغالية على النفوس الأبية التي ما هانت ولن تهون ، وما استكانت في سبيل الحق والدفاع عنه ، فهم الصابرون الصادقون الذين سطروا بوافر عطائهم وإخلاصهم أروع معاني التضحيات حتى يبقى الوطن عزيز الجانب مهابا.
نجوم مضيئه أنارت وتنير سماء الوطن بمسك وعطر الإنتماء والولاء لثرى الأردن الطهور فلقد سطر الأشاوس على أرض الكرامة أنبل وأجمل صور البطولة وأسماها وكانوا أسودا في التصدي للعدو الغاشم الذي ظن أن الطريق ستكون سهلة وممهدة، ولكن خاب ظنهم حين كشفت تلك المعركة عن هامات وقامات عالية، محترفة في الاداء، تملؤ قلوبهم عقيدة الجندية الحقة، فهزموا جيشا قيل عنه بأنه لا يقهر فخابت الظنون ، وسجلت قدرة ذوي الجباه السمر البواسل، وألحقوا به هزيمة نكراء، سجلها التاريخ وما زالت في سفره الخالد ، فالقناعة راسخة والعزيمة ثابتة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وما فت في عضدهم خطوب، ولا نالت من عزمهم كروب .
أما أنت أيها الوطن الغالي ، فستبقى رايتك خفاقة عالية، ما دام فيك قيادة هاشمية فذة ، وجند أشاوس، يا موطن الأشراف والحسب، ويا باعث الأمجاد في الكتب ، ويا قبلة الأحرار ،ارتقيت بفعل ابنائك الأبرار سلم الحضارة، فنلت المأمول وأصبح جانبك مأمون. ونلت المعاني والمكارم ... وستبقى يا وطني تطاول الجوزاء عزة وكرامة وإباء ما دام جند أبي الحسين على العهد ماضون.
ولا ننسى في هذا اليوم الأمهات نشميات الوطن اللواتي أنجبن الرجال الرجال، فكل عام وماجدات الوطن بألف خير ، وسلمت الأيادي التي ربت وربتت على أكتاف الأشاوس وفي الختام سلام على أرواح شهدائنا ، الذين صبروا وتحقق النصر على أيديهم، سلام على جميع صنيعهم ، سلام على دمائهم الطاهرة التي روت ثرى الأردن الطهور .
والله أسال: أن يحفظ أردننا الغالي من المحن والفتن ،وأن يحمي أهله من الوباء والبلاء وأن يديم عليه الأمن والأمان في ظل جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ، وولي عهده الأمين.