22-03-2020 02:26 PM
بقلم : اللواء المتقاعد توفيق الحلالمه
تكاتف الجهود واحترافية الأداء والتنسيق التام بين أطراف معادلة الدولة الأردنية من مؤسسات وأجهزة كان لها دورها الإيجابي المتميز في رسم المشهد الأردني في مواجهة أزمة كورونا فقد عمل الجميع في مواقع المسؤولية المختلفة كفريق واحد وتحت مضلة المركز الوطني لإدارة الأزمات وزان ذلك كله التوجيهات الملكية السامية منذ البداية رغم محدودية الإمكانات والموارد فقد أظهر الجميع كثافة الجهود والمناعة والاهتمام بالإنسان فالإنسان على الدوام في هذا الوطن هو الأغلى صحته وكرامته وعزته .
تناغم كما عزف الأوركسترا عرضها الوطن ممثلاً في أجهزته المختلفة المدنية منها والعسكرية تضافرت جهود وزرائه وعسكره وأطبائه وعمال الوطن فيه وغيرهم من الذين ما انفكوا عن أداء واجباتهم على أكمل وجه خدمة للوطن والمواطن .
يا فجر الوطن المشرق الذي بزغ يحمل معه التعاون والتفاهم والعمل الجاد المخلص كلٌ في موقعه حمل على كاهله مسؤولية خدمة المواطن وحرصه الشديد على صحته وحماية أمنه ومقدرات وطنه فهكذا هم الأردنيون يسمو الإنسان في أذهان المخلصين منهم على كل أمر. أيها الوطن الغالي ما خذلك رجالك وهم السائرون على نهج قيادتهم الهاشمية الحكيمة هؤلاء النشامى الذين تربوا في المدرسة الهاشمية والتي زرعت في نفوسهم الولاء والانتماء وأدرك الجميع أن الولاء والانتماء بمقدار ما يعطونه لا بمقدار ما يأخذون.
يسهرون ليلهم يصبرون .. يضحون تتكاتف جهودهم وتتناغم في سبيل حماية إنسان هذا الوطن حتى غدونا الوطن الأنموذج الذي تقدم في جميل صنيعه على أكثر دول العالم تقدماً وحضارة فهذا الوطن بإنسانه عزيمته وعلمه وأدبه وحلمه وعمله وجهده الذي يعول عليه في تحدي الخطوب والمصاعب. وعلى أرض الواقع رأينا التنسيق التام بين الجميع حكومة ومؤسسات جيشاً وأمناً ومؤسسات خدماتيه لمواجهة الأزمة ورأينا طريقة التعامل السلس مع الأحداث من خلال كم المعلومات المتدفقة والتي عملت على قتل الشائعات في مهدها ورأينا النشامى جند أبي الحسين بطلتهم البهية وعيونهم الساهرة وجباههم العالية لا يألون جهداً في توفير الأمن والطمأنينة والحماية للجميع فبوركت الجهود وسلمت الأيادي وحمى الله الوطن وجلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والأسرة الأردنية الواحدة من كل مكروه.
ولكن مع كل ما نشاهده في هذه اللوحة الجميلة من جهود خيره إلا أننا ما زلنا نلحظ قلة قليلة ممن يصطادون في الماء العكر يحاولون بث الرعب ويشككون في كل الجهود المباركة وهنا فالواجب يحتم علينا جميعاً نبذ مثل هؤلاء وتعريتهم ليبقى الوطن أمناً والمواطن الحر يعيش فيه دون منغصات فليس منا من أستغل الظرف لرفع الأسعار وليس منا من لا يلتزم بما تمليه عليه ظروف المرحلة وليس منا من يتنصل من مسؤولياته تجاه وطنه.
فالشعب مطالب بإتباع الأوامر والتعليمات والوقوف على مسؤولياته في حماية الوطن. والمؤسسات الخاصة عليها مسؤوليات الوقوف لجانب الدولة وتقديم كل دعم مطلوب لتجاوز الأزمة. فهذه الأزمة وضعت الجميع أمام مسؤولياته فالمواطن عليه مسؤوليه والجندي عليه مسؤوليه والحكومة عليها مسؤوليات جسام في تحديد الأولويات.
وفي الختام سلمت يا وطني وجنبك الله كل سوء سائلاً المولى عز وجل أن يرفع عن أردننا الوباء والبلاء وأن يحفظ عليه أمنه وسكينته وطمأنينته في ظل قيادتنا الهاشمية المظفرة أنه سميع مجيب الدعاء.