بقلم :

منذ الازمة الاقتصادية التي حلت بالوطن وتراجع المساعدات المالية العربية الا من الوعود بالسمن والعسل والاموال المكتوبة على شيكات بدون رصيد وزيادة الانفاق الحكومي وزيادة عمليات الهبش وغيره فلم يبقى خيار امام الحكومة الا صندوق وجيب المواطن وعلى الرغم من مطالبات المواطنين والاقتصاديين وبعض النواب بالتفكير خارج الصندوق وبعيدا عن جيب المواطن الا ان ذلك لم يجدي نفعا مع الحكومة ووضعت رجلها على الحيط ودقرت أو حسب تعبير أمي رحمها الله عندما كان احد اخوتي في الصغر يصر على عمل ما او يريد طبخة معينة تقول انه أصر ( أبود وسبع جدود الا ان يفعل ما في رأسه او ما يريد ) , والحكومة اية حكومة ولا أقصد حكومة بعينها فكل الحكومات كأنها قد قرأت عند شيخ واحد مصرة على حل ازمتها المالية على حساب جيب المواطن وقوت عياله وخبزه حتى لو المواطن انجلط او انتحر او انفلق من الفقر والغيظ لا يهم قائلة نفسي ..نفسي ولو تهلكون المهم راحة الحكومة وعدم ازعاج نفسها بحلول اخرى فلا وقت لذلك البطر . أما كيف يتم التعامل مع المواطن فاليكم ذلك وحسب مصدر مطلع رفض ان يذكر اسمه ...
يؤتي بالمواطن بعد تتبيله وبهارات ( الباربكيو ) ويوضع على صفيح ساخن او سيخ لحمة او سيخ الشاورما وبعد تجهيزه يوضع على طاولة بيضوية تجتمع الحكومة والاشخاص المعنيين بفرض الضرائب وتبدأ عملية الشوي والتقليب وجمع النقود بدل المفقود ويبدأ كبير الحكومة بالكلام وبعد البسملة والسلام واحيانا بدون لضيق الوقت فيقول لقد اجتمعنا هاهنا لنرى من امرنا ما حل بنا من البلاء مستصعب الشفاء وحلت بنا الديون المرض الملعون وحل بنا مرض الازمة المالية والخزينة خاوية ولقد سهرت الليلة الفائتة مفكرا بحل جذري ولا يخر المي فلم اجد لهذا الداء الا جيب المواطن فانه له دواء وحسب معرفتي وخبرتي بالمواطن فانه من معدن اصيل وصبره طويل وانه جمل المحامل وحلال المشاكل فما رأيكم دام فضلكم ؟؟ , فيجيب الجميع بصوت واحد دون تردد نعم الرأي رأيك انه الصواب بعينه .., وهنا تبدأ عملية فرض الضرائب والهش والنش على المواطن , على خلفية المشهد هناك لوحة معلقة على الجدار مكتوب عليها ( المواطن اغلى ما نملك ) وهناك ايضا صوت موسيقى تصويرية وصوت المطرب يصدح ( طل النشمي من الخندق خلوا عظامه تتطقطق ) وبين الفينة والاخرى يسمع صوت يقول ( افلحوا يا اخوان على الميسور , ميسور غانمين , اكلوا مهنى ولكم عندنا مثنى ) ويقول كبير الحكومة من اين نبدأ حسنا من عند وزير المالية ويقول له خذ ما تريد ولا تتردد فيبدأ وزير المالية والمشكلة ان لديه اولاد قصر يريد اطعامهم فيحرك السيخ باتجاه مدير الجمارك حتى يطفح ثم الى مدير دائرة الضريبة والمبيعات فيأكل حتى لا يستطيع الحراك وهنا رفع يده مستئذنا وطلب بتلطف ان ينقل صرف دعم الخبز الى وزارة التنمية الاجتماعية حيث انه صرف كثيرا من النقود في هذا الباب ويريد ان يستريح وانه صرف العام الفائت 100 مليون دينار زيادة على فاتورة الدعم التي كانت 170 مليون دينار واصبحت 270 مليون دينار علما يا جماعة ان قسم كبير من المواطنين الذين اخذوا دعم في العام السابق لم يأخذوا دعم العام الثاني وبقلك انه الدعم زاد 100 مليون , انا الصحيح مصدقكوا وما عليكوا زود ولكن اهل الحارة ما حدا مصدق ....!! وهذه السنة خصص للدعم 130 مليون على ما اعتقد ومرت الموازنة بمباركة مجلس النواب الكريم وستحاول الوزارة مشكورة تخفيضه الى اقل من ذلك اذا امكن وطلب من وزير المالية بتلطف ان يحول صرف دعم الخبز الى وزارة التنمية الاجتماعية كونه في السنتين الاخيرتين دفع كثيرا من النقود وثبت ان هناك مواطن لاحظ مواطن اخذ دعما وهو لا يستحق ذلك وانه لا يستطيع تحمل مسؤولية هذا الهدر وان وزارة التنمية الاجتماعية اقدر على عصر المواطن والبحث عن دخله وتنشف دمه قبل ما تعطيه الدعم ومعرفة كل شيء عن المواطن واملاكه ولو كانت ( نص حبة من خردل في صخرة صماء ) فانهم لها حاسبين , والمبيت على الحدود ومعرفة المسافرين حتى ولو كانوا مسافرين للعلاج , او شباب سافروا للبحث عن عمل , وبعدها مدير دائرة الاراضي والمساحة هذا غالبا لا يشبع ثم وزارة الداخلية وعائلته دائرة الاحوال والجوازات , ومخالفات السير , وزير الداخلية وبما ان عائلته صغيرة وسيكون المردود المادي متواضع على الرغم من رفع رسم جواز السفر الى 50 دينار والزام الاطفال الحصول على جواز سفر منفصل وجوزات سفر منفصلة للحج والعمرة فاراد ان تكون مساهماته اكثر فطلب صلاحية الاحالات على التقاعد فقالوا له .. ولو .. الاقطاع اقطاعك افعل به ما بدا لك وهذا مسحوب على الجميع فنظر الجميع الى بعضهم وتغامزوا فرحا, فبدأ بالشباب وحملة الدكتوراه واحالهم على التقاعد لتخفيض فاتورة الراتب واعطاء هؤلاء الشباب فرصة للترشح للبرلمان القادم وتنفيذ رؤية الحكومة في ان يكون المجلس النيابي القادم شبابي ( سبور ) ( كاجول ) , وكذلك انهمرت قوائم الموظفين المحالين على التقاعد سيئين الحظ وقالوا لهم اذهبوا الى حيث القت رحلها ام عامر .... وهكذا يمر سيخ الشاورما على جميع الوزارات ويأخذ كل وزير ووزارته حصته من لحم وجيب المواطن والمواطن يصيح احد , احد , والذي لفت الانتباه وزير البلديات حيث قال انه من مده طويلة لم يأخذ حصته من المواطن وانه صام لفترة طويلة ويريد التعويض ففرض قانون الضرائب اضعاف مضاعفة على البناء خارج التنظيم وضرائب على المحلات التجارية والرخص والقارمات ولم تسلم حتى رسوم النفايات زاد قيمتها , حتى زاد سطوته خارج الاطار على البلديات ومجالس اللامركزية في المحافظات ويريد السيطرة عليها وافراغها من صلاحياتها مع انها منتخبة , ويعتقد انه خالدا في الوزارة , لله دره , وزارة العدل استغلت الفرصة ولم تبقي معاملة زواج او طلاق او فراق او خطوبة او سلام الا زادت رسومه اما رسوم المحاكم فحدث ولا حرج , ونوه المصدر ان هناك خلافا حصل في جمارك السيارات وهو حساب وزن السائق مع وزن السيارة بعد الاكل والا بعد الاكل فاتفقوا انه بعد الاكل لزيادة الوزن والدخل , وهناك وزارة اكلت حتى التخمة من الرسوم والضرائب ولكن لا استطيع ذكر اسمها لأسباب فنية أرجو المعذرة ....وحفاضا على المصدر .. هنا صرخ كبير الحكومة بكفي يا جماعة خلوا شوية الى اخواننا التجار فهم شركاء في التنمية واللي خلفه ابوك الك ولأخوك . نسيت ان احدثكم عن وزارة الطاقة والمحروقات فبعد التحية الى الوزيرة فكونها جاءت الى الجلسة متأخرة فتعاملت فقط مع بند فرق اسعار الوقود وفرضته والحقيقة انها كانت مصرة على ازالة تشوهات فاتورة الكهرباء لصالح وزارة الطاقة تحت غطاء مصلحة المواطن ونحيي فيها شجاعتها واصرارها على تثبيت سعر المحروقات عاليا وبند فرق اسعار الوقود في فاتورة الكهرباء بالرغم من هبوط سعر البترول الى الحضيض وحتى لو وصل سعر البترول الى اشتري برميلين نفط والثالث مجانا فلن يتغير شيئا , وكما قلت سابقا احنا الدولة الوحيدة في العالم بنزعل لما برخص النفط ,ومع ذلك انا اشعر بالسعادة تغمرني لان الوزارة اهتمت بتبسيط الاجراءات في الوزارة لسعادة المواطن مع اني لا اعرف ما هي هذه الاجراءات , ومن الجدير بالذكر وللأمانة في نقل المشهد ان هناك صحون من الضرائب كانت تمر تحت الطاولة والقانون ولم نستطيع حصرها او تبويبها نرجو المعذرة , وللأمانة ايضا كان هناك في بعض الحكومات وزراء وهم قليل وفي مثل هكذا جلسات يصدف ان يسمع مجلس الوزراء همهمات وتمتمات في احدى زوايا الجلسة يفهم منها انها ضد الرفع للضرائب والاسعار فيتجه الجميع جهة الصوت مستنكرين هذا الفعل ويقولوا لهم بصوت واحد ثكلتكم امكم وازواجكم كمان في اول تعديل وزاري ... ثم ينظر الجميع الى كبير الحكومة فيفهم ما يريدون ثم بدوره ينظر الى السكرتير او مدير المكتب ويغمز له فيهم ايضا ما يريد رئيسه وعلى فكرة مدراء المكاتب والسكرتارية من اذكى الناس بفهموها على الطاير سياسة الرئيس او المسؤول في تطفيش المراجعين , ويدون بعض الملاحظات وبعد مدة يعلن عن تعديل وزاري ودخول اخرين , وبعد انتهاء الوليمة يشكر كبير الحكومة الوزراء على تعاونهم ويضيف ان الشكر موصول للمواطن على حسن تعاونه وصمته , عندها صاح بعض الوزراء انهم يشعروا بالجوع كونهم اكلوا في البداية ويريدوا جولة اخرى فقال الكبير ما عليكم في الاجتماع القادم والموازنة القادمة سنعطي فرصة جديدة لكل وزارة ووزير ليأخذ حاجته فلا عليكم وعينوا خير.
اما مجلس النواب الكريم ما هو دوره في هذا الكرنفال ؟ الحقيقة ان دوره ليس كبيرا فقط هو النفخ تحت نار الضرائب ويزيدها اشتعالا وجمع الحطب لتسعير النار والحصول على رضى ومباركة الحكومة وليس رضى ومباركة المواطنين الذين انتخبوه جزاهم الله خيرا بعدم العودة الى مجلس النواب مرة اخرى.