24-02-2020 10:20 AM
بقلم : هارون الصبيحي
شريك في الخراب
*****************
المواطن العربي شريك في الخراب؟ لماذا؟
بكل بساطة و صراحة بسبب ضعفه الفكري و الروحي الناتج عن تقصير الفرد في تطوير تفكيره و بناء روحه و التقصير الأكبر من الدولة في تأهيل المواطن ليفكر ويحاور و يشارك و يحب الوطن بصدق و يكون شريكها في محاربة الفساد و بناء الوطن.
المواطن العربي غالباً مظلوم و مضطهد و مهمش ولكن لأنه ضعيف فكرياً لن يستطيع أن يفكر بطرق و أساليب و يطور قدراته الذاتية ليقاوم الظلم الذي يقع عليه بل يلجأ إلى العنف والانتقام و لأنه لن يتمكن من الحاق الأذى أو الاطاحة برؤوس الفساد و كبار المجرمين بسبب قوتهم يشعر باليأس و الإحباط فيتحول إلى
مواطن ناقم يغش ويسرق و يبرر لنفسه و شيئا فشيئا يتحول إلى فاسد و شريك في الفساد
أو يتحول إلى مواطن صامت غير مبال بما يحدث من حوله وكل اهتمامه منصب على مصالحه الشخصية التي يتصدرها جمع المال و بالفعل هو يجمع مالاً بطرق شرعية و بالحلال ولكنه يتناسى أن عليه واجبا مهماً تجاه المجتمع و الوطن و بالتالي هو شريك غير مباشر بالفساد لأنه لم يقاوم.
و الضعيف فكرياً قد يكون مثقفاً أو أو متعلماً حاصل على شهادة عليا و لكنه ضعيف في التحليل و رصد الواقع والتمحيص و تقدير الأمور وبالتالي هو يتساوى مع الجاهل من ناحية الضعف الفكري.
أما الضعف الروحي
فانه يجعلك ترى العالم أسوداً لا جمال فيه إلا باشباع الرغبات الذاتية التي إن حدث نقص فيها تتولد فيك الكراهية و التعصب والمرض النفسي الذي يصور لك أنك ضحية مضطهدة و يدفعك للعنف و الانتقام.
في المحصلة
ضعف الإنسان فكرياً و روحياً قد يدفعه للانضمام للجماعات المتطرفة و العنصرية و العصابات و الميل لاستخدام العنف والقتل.
هنا سنصل الآن إلى سؤال يطرح نفسه
كيف ينتشر الضعف الفكري و الروحي مع كل هذه التكنولوجيا و التقدم العلمي المذهل؟
الجواب من وجهة نظري
لأنه تقدم مادي بحت سمح لفرد أو لأفراد بالسيطرة على مجموعة كبيرة من الناس و لأن الأدب وما فيه من جمال و روحانية غائب عن الناس في ظل ضغوطات الحياة و الجري خلف المادة و المظاهر البراقة في مجتمع سطحي تفاخري.
على مستوى العالم
لم يكن هناك توازن بين التقدم العلمي و الروحي بحيث طغى العلم و نتج عنه القوة التي مكنت دول قليلة تحكمها إدارات لا تبحث إلا عن مصالحها و تكيل بمئة ميزان من السيطرة على العالم.
*