حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1112

وصفي التل وحاتم الطائي والاعرابي

وصفي التل وحاتم الطائي والاعرابي

وصفي التل وحاتم الطائي والاعرابي

19-02-2020 10:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

في يوم الاغتيال صادف اني ذهبت الى الدكانة القريبة من المنزل لشراء بعض الحاجات وكنت في المرحلة الابتدائية ودخلت الدكان وكان صاحبها غير موجود وكان هناك رجلا اخر لا اذكر انه قد دخل قبلي او بعدي , دقائق قليلة واذا بصاحب الدكان قد اتى وهو ينفخ ويتمتم وعلامات الغضب والحزن بادية عليه وما ان دخل حتى صاح لقد قتلوا وصفي التل !!! فسأله الرجل من قتله واين ؟! فأجاب في مصر ودارت بعض التمتمات بين الرجلين بغضب وحزن وانا بدوري غضبت معهم وحزنت ودون ان اعرف من هو وصفي , واشتريت حاجتي وخرجت وكذلك الرجل وما مشيت قليلا ونظرت خلفي حتى رأيت صاحب الدكان قد اغلق دكانه فزاد حزني وغضبي بسبب اغلاق الدكان مفترضا انني قد اعود للشراء مرة اخرى . لم نعرف كثيرا عن وصفي التل وكل ما هو متداول بين المواطنين او على الاقل هذا ما سمعته انه حدث فيضانات في معان ووصفي ذهب فورا الى هناك وكان يشارك في الانقاذ والمساعدة , طيلة الحياة المدرسية لم نسمع او نقرأ شيئا عن وصفي التل باستثناء عند مرور ذكرى وفاته السنوية , وقد قرأنا عن ابو العتاهية وعن كل رموز الجاهلية ورجالات مصر وسوريا والعراق ولم نقرأ شيئا عن وصفي التل , تعاقب على الاردن عدة رؤساء وزارات بعد وصفي التل حتى وصلنا العقد الاخير اي اخر عشر سنوات تقريبا او اقل واكتشفنا ان هناك مديونية تزداد وفساد كبير ووساطات ومحسوبيات في التوظيف والتوزير ولم نرى انجازات حقيقية ولم نرى رؤساء وزارت بحجم الوطن , فكان لا بد من نبش تاريخ رجالات الوطن فوجد الباحثون ان وصفي التل كان بحجم الوطن ورجل دولة وان كان لديه مشروع نهضوي للأردن ومشروع لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى ما يتمتع به من صفات شخصية عالية ومدى التصاقه بالأرض والعدالة وبعيدا عن الاقليمية وصفات كثيرة لا مجال لذكرها وادلت كل الشخصيات التي عاصرته او تعاملت معه بدلوها واشادت بحسن اخلاقه ونظافة يده وعلو همته واصبحت ذكرى استشهاده مناسبة لذكر مناقبه المختلفة مناكفة واطراء لعل وعسى ان يخرج احدهم ويكون رئيسا للوزراء في المستقبل بحجم الوطن وطموحه , مستدركا انني لست في موقع يؤهلني للكلام عن الشهيد وصفي التل سلبا او ايجابا ولكني انقل المشهد ما استطعت . هذا الكلام الطيب قد لا يعجب البعض واخذ البعض يشكك في بعض طروحات او افكار وصفي التل بحسن نية او سوء نية لا اعرف ولكن الثابت والقناعة بين المواطنين ان وصفي التل لم يجاريه احد في الوزارة ولم يصل احد الى فكره وطموحه فلذلك اي كلام خارج هذا السياق فهو مرفوض ومدان ومستنكر ملفتا النظر الى مقولة ( اذا طلع صيتك خبي رأسك ) ( ولا احد يسبح عكس التيار ) , وتيار وصفي يصد كل سابح عكسه ويلفظه خارجا ويعيده الى ارضه ,وان الشمس لا تغطى بغربال , واليكم هذه القصة والتعقيب عليها , صاحبنا ابو العبد ما غيره وقبل ان يصبح ابو العبد انهى التوجيهي في بداية الستينات واخذ يبحث عن وظيفة فسمع ان وصفي التل رئيس الوزراء لديه يوما لمقابلة المواطنين وسماع مطالبهم وشكاويهم فلم يكذب خبرا واذا به يوم المقابلات جالس في غرفة الاستقبال وبعد قليل دخل دولة وصفي التل واخذ يسأل من اليمين المواطنين كل عن حاجته حتى جاء الدور عند ابو العبد وسأله عن حاجته فأجابه ابو العبد انه قد انهى التوجيهي ويبحث عن وظيفه فسأله وصفي التل واين تسكن فقال له في كفريوبا فرد وصفي التل سريعا تسكن في كفريوبا ولديك الكسارات بالقرب منك وتبحث عن وظيفة اذهب واشتغل بها فقال ابو العبد انه اشتغل سابقا ويريد وظيفة اخرى فأجابه وصفي التل ليس لدي لك غير ذلك !!! خرج ابو العبد خائبا مكسور الوجدان فاقدا للأمل الذي كان يملئه قبل قليل وفقده , وكل ما جاءت ذكرى وصفي التل والمواطنين يشيدوا به حتى كتب عكسهم ولا يعجبه ما ذكروا لان له تجربة غير حميدة مع الرجل , وعندما ذكري لي القصة وشكا لي جهل الناس ومدحهم لوصفي التل بما هو ليس فيه حسب رأيه الشخصي لأنه لا يزال يحمل على الرجل منذ تلك الحادثة وقد يكون له عذره فقلت له يا ابا العبد اسمع هذه القصة , يروى ان اعرابيا كان متنقلا من منطقة الى اخرى في الصحراء واخذه المسير واذا به في ديار حاتم الطائي وحيث انه سمع عن كرم حاتم الطائي فاراد ان يضيفه فيأكل الطعام ويتزود به الى باقي الرحلة فنزل في فناء بيت حاتم الطائي وسأل عنه فلما رأه حاتم الطائي خطر في نفسه ان يناكف الاعرابي فقال له ما حاجتك يا أعرابي فقال كنت مارا بديارك وكنت قد سمعت عن كرمك وصيتك بين العربان فأردت ان احظى ببعض كرمك فقال له حاتم الطائي ان ذلك غير صحيح وانه لا يكرم وليس لديه طعام ولا يستقبل احدا وما عليك الا الرحيل فاستغرب الاعرابي وحاول عدة مرات وذكر لحاتم بعض القصص الجميلة التي تروى عنه الا ان حاتم الطائي نفاها وانكرها وانه لا يستقبل احدا وعليه الرحيل واكمال رحلته فاسقط في يد الاعرابي ولم يجد بدا من الرحيل مهموما ومخذولا , وبعد ان ابتعد الاعرابي قليلا عن الديار فما كان من حاتم الطائي الا ان ركب فرسه وتقنع واخذ طريقا اخر حتى قابل الاعرابي في طريقه وكأنه اتى من الاتجاه الاخر فسلم على الاعرابي والاعرابي لا يعرفه وسأله من اين اتيت فقال من ديار حاتم الطائي فقال له حاتم وكيف وجدت الرجل فقال انه اكرمني واستضافني وزودني بالطعام وذكر عنه كل خير فاستغرب حاتم مقولة الرجل وهنا كشف حاتم الطائي عن نفسه وعرفه به وقال له ما حملك ان تقول ما قلت عني وانا لم احسن ضيافتك فأجاب الاعرابي ان حاتم الطائي معروف بين القبائل والعربان بالكرم والطيب وغيره ولو اني ذكرت غير ذلك لن يصدقني احد فسر به حاتم واعاده الى دياره واكرمه واحسن ضيافته , واقول الى ابو العبد غيره لا تسبحوا عكس التيار فمن لديه مثلمة حسب تصنيفه فليحتفظ بها لنفسه لأنها لن تجد سوقا او رواجا او مكانا بين المواطنين








طباعة
  • المشاهدات: 1112
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم