بقلم : المهندس مبارك الطهراوي
عرفته منذ بداية اكتشاف حقل حمزه النفطي، كان مهندسا يتقن فن الهندسه- الاستنباط الهندسي والحسابات الهندسيه المعقده. وحساب كميات النفط في المكمن والانتاج الافضل للابار... تعلم فنون ذلك وطور معرفته ذاتيا فكان العقل الهندسي للقرار الانتاجي والتطويري لمديره ومدير مديره ومديره العام في سلطة المصادر الطبيعيه.... لم ينافس احدا على منصب ولم يكترث طول عمره للمناصب. وبعدما غادرنا البلاد للعمل الخارجي، وكنت مديرا عاما لشركة امريكيه... دخلت مع الجانب الليبي في مشروعهم المحموم لزيادة انتاج ليبيا من النفط... وكنت بحاجه لفريق هندسي.... تذكرته... فارسلت في طلبه ليقوم مقام فريق كامل لتلك المهمه... فاجاد وابدع.
غادرت انا ليبيا بعد سنوات وترك هو الشركه... ليتعاقد مع شركة امريكيه كبرى غيرها كانت مكلفه بمشروع لتطوير حقل نفطي في الصين... عمل لوحده... ومن منزله في عمان كان يخطط ويبرمج وينظم تطوير الحقل النفطي الصيني...
جاء الهنود للاردن وحصلوا على امتياز للاستكشاف فالتقطوه... وسلموه الملف.... وجهز برنامجه للانطلاق الا ان انقض الفاسدون والمفسدون على الشركه الهنديه فهربت بريشها من الاردن...
واخيرا وفي ظل تلبك شركة البترول وشللها التام... التقطه رئيس لمجلس ادارتها واقنعه بتسلم المهمه، مديرا عاما للشركه... تسلمها كارها للمنصب... الا انه اراده ليتمكن من تطوير الحقل وليثبت للاردن ان حقل الريشه مجزي وان الغاز موجود... قرأ دفاتر من قبله... واستعان بمن مثله... وتوصل لاستنباط الموديل التركيبي للحقل... كان الفاسدون والمفسدون يراهنون على فشله، وكنت ومعي كل المهندسين العاملين في البترول في الاردن ودول الاغتراب فرحون ومتفائلون... لانه اخيرا امتطى الحصان خيال اصيل ونقي وطاهر ومحب لوطنه... فحقق ما افرحنا وازعجهم... فلأول مره منذ ١٢ عاما انجز بئرا تباهى بانتاجها رئيس الوزراء والحكومه... وتفائل بها الاردنيون... ولكن كيف يحدث هذا؟ بدأت المضايقات له وبدأ تضييق الخناق حول رقبته وكنت اصبره، واقول له اصمد يا ابا الليث من اجل الاردن... وقبل ان يكتمل بئره الثاني مكروا به وبكل هدوء ودون ان يرمش لهم جفن ازاحوه... ودون انذار اقالوه.... لانه خرج عن المألوف... ولأنه لا يراوغ ولا يهادن ولا يعرف الا الحق والصدق والاردن....
حاولت شخصيا ومنذ اشهر ان انبه لهذه المؤامره...تواصلت مع وزيرة الطاقه ووزير الماليه وكلاهما قالا لي انهما مقتنعان بكفائة ونزاهة الرجل،ولكنهما كما يبدو لم يتمكنا او لم يرغبا بوقف المؤامره والتي لا اعتبرها على الرجل... بل على الوطن ولكن...يبدو انه وكما يعرف الجميع فالفساد والافساد متجذر واصبح اصيل في مؤسساتنا..
صعقت اليوم بالخبر... والله بكيت حزنا.... اتصلت به... كان يضحك ويحاول تهدئتي مثل الابن الذي يخفي المه كي لا يزيد حزن والده... وقال لي لا تقلق فابنائي عازميني ع قهوه وسهره في مطعم ووو...قلت له... اذهب واستمتع مع عائلتك
انه المهندس محمد الخصاونه، مدير عام شركة البترول، المهندس المتخصص الوحيد بشركة البترول والذي تخلصوا منه اليوم بصفاقه... فباركوا لهم... ها هي شركة البترول الان تدار وليس فيها مهندس بترول متخصص واحد... لا تستغربوا فانتم في الاردن
وعلى رأي اللبنانيين
"هَيدا نِحنا وهَيدا جَوّْنا"

دمعة حزن بقلم

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا