حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,2 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5263

العباد والبلاد في سؤدد الفؤاد

العباد والبلاد في سؤدد الفؤاد

العباد والبلاد في سؤدد الفؤاد

31-07-2019 09:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د . عائشة الخواجا الرازم
نحن في هذا الوطن الحقيقي المسمى بالأردن !! وصاحب التسمية التاريخية المتعمقة بجذور الأديان السماوية، نرتبط بالملكوت والفضاء الرباني رغماً عن أنوف المشدوهين ! وللبلاد في هذا البلد الصغير الواحد معاني واسعة لا حدود لها ، فيشعر الدارس والقارئ للأردن أنه أمام قارة من الحضور الجغرافي ! ففيه الأنصار وفيه المهاجرون وفيه الضيوف وفيه اللاجئون وفيه النازحون وفيه الهاربون والدخيلون ( ليس الدخلاء ، ولكن من الداخلين على الشهامة والنخوة للنجدة ) وفيه الزوار والسائحون والسياسيون والمثقفون والتجار المغروسون من غير أرضه في أرضه ، والموالون والمعاتبون ، وفيه المغالون بالنقد والتجريح واللامبالاة بتجريح الطيبة فيه !
ومن غير المستغرب ان تمتد فيه خيوط الألم والأمل حتى السماء ! وهو الصغير المحتضن للبكاء طويلاً والدعاء ، والمحتضن للأفراح والمصدق لرسالة التفوق على النفس والطبيعة الصلدة !! كبار في مآسينا، وكبار في مراسينا ! وبالرغم من صحراء الأرض الجافة الواسعة المحيطة بمواليد وبذور الإنسان العربي فيه ، وبالرغم من صخرة التحجر الطبيعي في حدود الصلابة ، إلا أن الحرث في أرضه من عجائب القدر الجميل ، فلا يفتأ الفأس يغرس البحث عن ماء حتى يتفجر الماء ، ولا يفتأ المطر يسقط ولو شحيحاً حتى تتفتق الأرض عن خضارها وزرعها المفاجئ ! ولا يكاد الناظر يبحث عن مشهد الجنة في الأردن تحت أنقاض القحط حتى يشم الربيع في عز الأفول ! ونحن لا بحر ولا نهر ولا بحيرة ولا محيط ولا خليج يصب في عاصمتنا الصغيرة أبداً !! وما الخضرة اليانعة المنتشرة في الدنيا سوى من نفوس الأبناء الطرية ! تلك النفوس التي ما وطئت الأحزان نفوس أشقائها إلا وانتفضت على طعناتها المؤلمة مضمدة جراحها ، ورأسها يطل قبل رؤوس الآخرين ! وترفع الراية لتظلل أكتاف الضيوف والأخوة والفارين من ظلال الحريق المحيق !! ولا يدين لها إلا من رحم الله بالله بالضمير والذاكرة والعقل المنير ! وذاك على الله ليس بعسير !!
وللطبيعة ورعونة الأجواء النشطة في الأردن آثار لاسعة ، ولكن الله سبحانه جعل منها أريج الكون ، وسحر الهواء ، ووسع الأرجاء !،فكان للسماء تأثير على أهله ، الذين ما أن يمسي عليهم المساء حتى يبيتون في انتظار الصبح باتجاه الشروق ! وللشمس النقية عليهم رغم البثور الغاضبة الحاسدة صفاء ! ولذلك يبقى الأردن أخضر الريق والكلمة والموقف، وفيه الريح الطيب العطر في وجه الريح الناشفة !
ويشهد على طيب أرض الديار اللينة إنسانها ، ومواقفه وسلوكه الواضح أمام الله والخلق ، الشعب الشارب لنسائم الحرية الفطرية فيه ! ولا يعرف هذا الطيب ويقدره غير الإنسان المغروس في ترابها المتشمم للفضاء المفتوح الرابط بين أرضها مباشرة والسماء! حيث يعرف عطر هوائها الشافي من كل أمراض الغل والحقد والتوحش في قلوب الناكرين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5263
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم