بقلم :
ربما غابت الحكمة الحكومية في التعامل مع ما حققته بعض الشركات الوطنية من انجازات على الصعيد الاقليمي حتى صرت اشعر بان الامر مش عاجبها للحكومة.
بالأمس القريب كنت اقرا خبرا صحفيا عن منح شهادة لأحدى شركات الطيران الخاصة وهي الاردنية للطيران تمنحها حق اصلاح وصيانة الطائرات المدنية المسجلة في اوروبا في مركز الصيانة العائد لها في مطار الملكة علياء ...
وهذا الخبر لم اقرا له اي تبعيات او ردود فعل حتى من سلطة الطيران المدني المعنية بتنظيم امور الطيران رغم انتشاره على كافة المواقع الإلكترونية الاردنية والصحف الاجنبية.
والاهم ان الشركة المذكورة الاردنية للطيران وقعت اتفاقيات مع الامم المتحدة كمؤسسة خاصة او كقطاع خاص والتزمت بها ومن اهدافها الحد من الفقر والبطالة وهذا الامر يعتبر انجازا لكن الحكومة لم تلتفت اليه.
وقبل ذلك قامت نفس الشركة بدعم جامعة الحسين التقنية ودعم مبادرة سمو ولي العهد وتقديم هدايا لأوائل الثانوية العامة مع التكفل بوظائفهم عند تخرجهم حسب احتياجاتها وقامت قبل ذلك بالمساهمة بقضية الغارمات ناهيكم عن دعم عديد الاندية الرياضية ورعاية معرض سوفكس اضافة الى تشغيل ما يقارب الف موظف اردني ضمن كوادرها .
غريب جدا فبعض مؤسساتنا وصلت او تكاد الى العالمية وحكومتنا الرشيدة بأذرعها تتعامل مع الامر كانه لا يعنيها او في بلد اخر حتى ربما لو كان في بلد اخر لتم معايرة الشركات الاردنية وحثها على التطور لتنال مثل هذه الشهادات
ما تقدمه هذه الشركة يعتبر انجازات تم تحقيقها على ارض الواقع وباتت شيئا ملموسا واذا اردنا ان نتكلم عن انجازاتها فالحقيقة اننا نحتاج لان نفرد صفحات طويلة كي ننتهي انما تكلمنا في هذا السياق على عجالة.
وما تقدمه الاردنية للطيران يعطي انطباعا ممتازا عن البيئة الاستثمارية في الاردن رغم العراقيل والمعوقات وعن قيمة الانسان الاردني بحسن قيادته وتدبره ونجاحه لكن الحكمة الحكومية في التعامل مفقودة نهائيا.
ما هو المطلوب حكوميا لدعم شركات باتت تمثل وجها مشرقا للنجاح الاقتصادي في الاردن وباتت تمثل قيمة اقتصادية كبيرة تعود بالنفع على الوطن بأكمله بالتأكيد فان الدعم المالي ليس مطلوب نهائيا .ولا تقديم شهادات التقدير فالعمل يتحدث عن نفسه.فما هو المطلوب اذا.
المطلوب تسهيل اعمال الشركات وتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي وعدم اعاقة الاعمال التي تقوم بها الشركة من قبل بعض موظفين القطاع العام وهذا الاهم تحديدا وهو الاخطر على المسيرة الاستثمارية برمتها.
وايضا الضرائب بالمطارات ... عدم منافسة الشركات الوطنية بإعطاء تصاريح لشركات اجنبيه لحمل اردنيين لوجهات تعمل عليها الشركات الوطنية بنجاح فهذا يعد تخريبا وليس دعما ..لان الشركات الاردنية يجب ان تكون اولا في المعاملة وفي كل شيء اذا ما اردنا دعما حقيقيا للمستثمر الاردني ونجاحا استثماريا.
ويجب اقرار نظام استبدال الطائرات القديمة بطائرات احدث منها لغايات التطوير
واما حكمة الحكومة فيجب ان تتجلى بفتح حوار موسع عن المشاكل التي تعيق الاستثمار في قطاع الطيران والأخذ بتوصيات هذا الحوار....فالعاملون فيه هم ادرى بطرق تطوره ولو تركناه لغيرهم لما وصلت مثل الاردنية الى ما وصلت اليه .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا