15-07-2019 01:17 PM
بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
..أتوجه بخالص التقدير والثناء على إلى كوادر جهاز الدفاع المدني وإلى مركز دفاع مدني (أبو نصير) خاصة والذين يثبتون في كل يوم وفي كل لحظة أنهم الأفضل أداء والأكثر جاهزية والأبرز والأقدر على تنفيذ أصعب وأخطر وأكثر المهام إنسانية , وهم الجهاز الذي يشهد له كل مواطن أردني إحتاج للإتصال ب 911 فهم مجربون على مدار الساعة وهم ذخيرة الوطن ورصيده وهم خلاصة الفعل الوطني الذي يبذل في كل ثانية وعلى كل شبر من أرض الوطن دون إستعراض أو خيلاء , وهم الملاك الحارس بإذن رب العالمين وبجهود القيادات والأفراد المتمكنة والكفوءة لكل من داهمتهم انواع الأخطار , وهم عنوان الشجاعة والإقدام فوق كل ذلك لأن مهامهم لا يقدر عليها جبان أو رعديد فهم الفرسان الذين يقارعون أبشع الأخطار والشرور , دون تردد أو فتور .
..فالحمد لله أولا والشكر الموصول الذي لا يوفي هذا الجهاز حقه على سرعة التجاوب الخيالية وعلى الأداء المحترف لطاقم مركز دفاع مدني (أبو نصير ) حيث علقت اليوم في تمام الساعة العاشرة ومعي زوجتي وإبني في مصعد عمارتي التي أسكن في منطقة الكوم /شفا بدران , فكان أول ما فكرت به الإتصال ب 911 لخلو العمارة من أهلها لتواجدهم في أعمالهم , فما كان من موظفة مقسم العمليات بعد سماعها الطلب وذكري للعنوان إلا أن أجابتني فورا ودون إنقطاع أو إنتظار "بأن الطاقم الآن في طريقه إليك , ولم أكد أغلق الهاتف معها وإلا بإتصال من الفريق المتوجه إللي يهاتفني ليتأكد من العنوان بشكل أدق , وليطمئني أنهم قريبون وأن الحالة والموقف لا يستدعي الخوف ,خصوصا أنهم علموا أن معي إبني الصغير وزوجتي , فكانت نجدتهم من أول لحظات الإتصال فهم يطمئنون طالب النجدة لثقتهم بأنفسهم وخبرتهم وجاهزيتهم وهم فعلا واثقون .
...ولم أكد أنهي الإتصال مع الفريق وأطمئن أم عناد حتى لا تخاف وإلا بوقع أقدامهم السريع على درج العمارة وبعد إلقاء السلام وتفحص المعضلة التي إعتقدت للحظة أنها ستعجزهم وسيطول الوقت حتى ينقذوننا , تملكتني دهشة وإعجاب عارمين بمهارتهم وقدرتهم على إشتقاق الحلول السريعة وإستبدالها لأن همهم الأول السرعة في الإنقاذ إلى جانب الحرفية العالية , مما يعطيك إنطباع أكيد عن عمق إحساسهم بالمسؤولية وعن قدرتهم الفائقة على ترتيب الأولويات , ولم تمر إلا دقائق حتى ذللوا المعضلة بجهد بدني وفكري سمته التركيز العالي , فإستقبلت تلك الزنود السمراء (عناد) أولا ولم تنسى تلك الأيادي مداعبته أثناء إلتقاطه حتى لا يصاب بشيء من الخوف , ثم خرجت أم عناد وخرجت أنا , ولكنهم أيضا واصلوا إخراج أشيائنا من المصعد بالرغم من أنني أبديت عدم إكتراثي ببقائها هناك .
..هنأونا بالسلامة وكان عرقهم يتلألأ على تلك الجباه العالية , وجلت بنظري على صدورهم التي تحمل أسمائهم فكانت كل عشائر الأردن حاضرة حولي , تبتسم لي ولطفلي وتودعني لا تصبر أن أناولها شربة ماء , ولولا إصراري على تقديم الماء لهم لأختفوا كالأطياف وكل ما كان يرددونه ردا على شكري : " عفوا يا أخي هذا واجبنا .
..أجاول الإتصال بمدير المركز التابعون له لتقديم الشكر لكنني لم أصل إليه إلى الآن لإنشغاله في العمل , ولكنني لن أتوقف حتى لو توجهت إلى مقر (مركز أبو نصير ) لأقابل (فراس بيك أبو السندس ) مديرهم لأشكرهم جميعا وجها لوجه .
..حمى الله الأردن ورجاله .