12-06-2019 02:42 PM
سرايا - خاص - كتب الكابتن طيار يوسف الدعجة على جروب "واتس اب" "اصدقاء سرايا" ، حادثة حصلت معه اثناء توجهه الى مطار بغداد الدولي برحلة جوية محفوفة بالمخاطر ليلة سقوط مطار بغداد بيد القوات الامريكية.
وتالياً نص ما كتبه الدعجة : الاخوة والاخوات الاعزاء ،اسعد الله أوقاتكم بكل خير، انه لشرف عظيم ان يتاح لنا تبادل الافكار والهموم لأجل الوطن الاردن الحبيب ،اريد ان اشارككم تجاربي الخطيرة جدا في الملكية الأردنية، واترك لكم الحكم عليها من ناحيتي انا وناحية المسؤولين، في الملكية ،وغير الملكية الأردنية، غير المباشرين، عن تلك الأحداث، ولصالح من تمت تلك الرحلات، هل هي لصالح الوطن، وان كانت لصالح الوطن، ماذا استفاد منها الاردن وطني ،. البداية بعد دخول الجيش الامريكي الغازي لبغداد العروبة وسقوط كل العراق، وبعد سقوط مطار بغداد بالتحديد بحوالي ثلاث اسابيع، وذالك عام ٢٠٠٣ ،كنت عضو في إدارة العمليات الجوية مديرا لتدريب، وكان الكابتن فواز الخير رئيس العمليات الجوية، حين طلب من أعضاء الادرة لاجتماع طارئ جدا وسريع، كان أعضاء الادارة، كابتن حاكم الهباهبة، كابتن حاتم الغانم ،كابتن جميل شويكاني ،كابتن اسامة اغابي ،في ذالك الاجتماع، وقال يجب القيام باربع رحلات شحن إلى بغداد، فورا، وهذه الرحلات لاجل الوطن وطلب من المدير العام مباشرة، قال اختاروا من ترونه مناسب للقيام بهده الرحلات، قلت له لكن مطار بغداد مدمر ولا يوجد عندنا اي معلومات من الناحية التقنية والمدرج واجهزة التوجيه والإرشاد للهبوط، ايضا المقاومة العراقية تطلق النار في كل الاتجاهات، ونحن طائرة مدنية لا يوجد عندنا اي وسائل لدفاع او المناورة، قال هذه اوامر يجب ان تنفذ، قلت له اذا من الأرجح ان نقوم نحن أعضاء الإدارة بهذه الرحلات حتى لا نعرض الاخوة الطيارين للخطر، نحن من اخترنا ان نكون أعضاء ادرة ونحن من ننفذ الاوامر الاجدر ان نبدأ نحن، قال اذا تاخد اول رحلة انت، قلت لتكن اذا كانت لاجل الوطن الاردن .
كان المخطط ان نهبط في مطار بغداد مع الفجر، لكن لا يوجد اي معلومات متوفزة عن المطار غير ان المهبط الشمالي ورقمة حسب تسمية الهبواط33R او 15L بالمناسبه هو مدرج واحد ،لكن متعاكسيين، وقع اختيار على مساعد صديق لي كنا نعبر المحيط معا وكان يشبعني مراجل، وشجاعة، وقصيد، وغزو ،وحروب ووو، ظننت انه هو الرجل المناسب لذهاب معا في رحلة لا نعلم عن مصيرنا شيء الا اننا ذاهبون ام ان نعود او لا،، للاسف الرجال ليس بالشوفات او التنظير او الاهازيج، كان الرد منه انه مريض ولا يستطيع ان يقوم في هذه الرحلة، اتصلت مع الكابتن احمد المفلخ الفواعير وكان انذاك مساعد، وشرحت له الموقف والخطورة الحتمية، قال معاك على الموت ابشر، لمثل هؤلاء نرفع القبعات، غادرنا انا واحمد المفلح، ومسؤول تحمل الطائرة.
Load Master اخذنا التعليمات انا أقصى ارتفاع هو ١٧٠٠٠ سبعة عشر الف قدم وهذا قليل نسبيا مما يدعنا في مجال المضادات الأرضية، التعليمات بعد دخول المجال الجوي العراقي الاتصال على موجه محددة وهي عبارة عن طائرة الرادار الجوي المحمول، بعد الاتصال، تم تحديد مسارنا والاتجاهات والسرعة من المراقب الجوي الامريكي، عند الاقتراب من مطار بغداد وكان من جهة الجنوب الغربي، كنا نرى بالعين المجردة اطواق حماية بغداد من الدبابات المدمرة بالمئات وخنادق الدفاع الاول والثاني والثالث، وذالك لبعد المسافة بين الخنادق الأول والثاني والثالث، صدقا يا شباب في تلك اللحظة لعنة الامة العربية من المحيط إلى الخليج كله كذب وخداع مؤامرة كبرى، بدايتها بغداد ولم تنتهي لحد الان، ومن يقول غير ذالك انه كاذب،، بدائنا بالهبوط التدريجي نحو المطار وهنا تكمن الخطورة ان المقاومة في كل مكان وكان باستطاعة رشاش ان يسقط الطائرة، لنها عناية الله عز وجل، ولله الحمد والمنة، من الحو المنظر غير غير نعم كانت كارثة دمار في كل مكان حرائق، بغداد، بيد المغول والتتار، والان الصهيوامريكيعربية،،، عند الاقتراب من المطار وكان الارتفاع ١٥٠٠ قدم فقط اي رشاش ٥٠٠ يسقط الطائرة بسهولة ،كانت عملية التوجيه من الامريكان، وعند الالتفات ووضع الطائرة بموضع الهبوط مع المدرج، هنا كانت المفاجأة والكارثة المحزنة لدرجة البكاء نعم البكاء كل شيء محترق ومدمر في المطار الطائرات العراقية المدنية نوع جمبو جت 747 وطائرات 727 محترقة باكامل المبنى الرئيس اسود من دخان الحرائق، نعم للامانة كانت هنالك معركة ابطال، لم تكن سهله على الغزاة ان يحتلوا مطار صدام الدولي بل دفعوا دمائهم الخبيثة ، هبطنا وذهبنا إلى منطقة تفريغ الطائرة، كل شيء مدمر الا المدرج بعد ان صانة الغزاة وموقف الطائرات، لم يكن على ارض المطار لا نحن فقط طائرات هليكوبتر تقلع وتهبط لنقل الجنود وكانت طائرات مقاتلة، كانت حمولة الطائرة ادوية وبعض الخيم، مهزلة، قال لي المشرف الامريكي بالحرف الواحد what the hell are you doing here, كان صمت وحزن وغضب، ودمعة شرف، كانت رائحة الموت في كل مكان، كانك تسمع الصراخ والتكبير، كل شيء يشهد انها كلنت ملحمة كبرى كان رجال يقاتلون غزاة، لم يسقط المطار بسهولة والشاهد كثرة الدمار والحرائق في كل يقعة حتى الارض لم تسلم من جحيمهم، في تلك اللحظة بدأ هجوم بالصواريخ على المطار وسقط صاروخ امام طائرتنا، يالا الهول فجائة خرجة مئات اسطوانات صواريخ باتريوت من حولنا وخرج مئات العربات المصفحة والدبابات في ارض المطار لصد الهجوم، استمرت الهجوم ١٥ دقية هو كر وفر، في تلك اللحظة عذرت صديقي الذي رفض الرحلة لانه قال لي ١٠٠ جبان ولا الله يرحمة، اعتذرت من المساعد الطيار احمد لاني كنت السبب ان قدم معي، لكن للامانة كان رجل بمعنى الرجولة، قلت له يا احمد الشرف لنا ان نموت غير عن موتت الاخرين، بعد تفريغ الحمولة الفارغة، شغلنا الطائرة، وقمت بالاقلاع بصورة غمودية تجنبا لا خطر محدق، عند الوصول إلى عمان، كلمني كابتن فواز، وكتبت تقرير بالرحلة انها خطيرة جدا جدا جدا، وكل من يرسل طائرة إلى بغداد يتحمل مسؤولية قرارة، للامانة ذهب الكابتن فواز في الرحلة الثانية، ثم عاد واخذ اجازة لمدة يومين وتم ايقاف كل الرحلات إلى بغداد،. السؤال الان لماذا ذهبنا لمصلحة من ذهبنا وماذا استفدنا، لا تجلسوا على الكراسي وتضحوا بابناء الوطن لمصالح شخصية، لو اسقطت الطائرة في ذالك الوقت لقالوا خلل فني، هم كثر من هم على شاكلة صديقي الذي رفض، يشبع كلام لكن ان جد الجد قال لك ١٠٠ جبان ولا الله يرحمة، في النهاية لا نامة اعين الجبناء. هذه رحلة واحدة من عشرات الرحلات الاخطر التي قمت بها كما قيل لي لاجل الوطن؟؟؟؟؟ ؟؟؟$$$$$. ساكتب كل شيء نعم كل شيء دون مراوغة او مزاودة او خوف من احد، ارجو المعذرة لكنها فرصة ان تبوح لمن هم مثلكم،. عاش الاردن كصخرة الصوان حر عربي شامخا. وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر والعاصمة الأبدية القدس