07-06-2019 09:22 PM
بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد
إن وعد الله حق "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ، فاليهود الصهاينة وهم أعداء الله وقتلة أنبياءه لا سبيل إلى سحقهم ومحقهم من جند الله والقضاء عليهم وهم شتات في أصقاع الأرض وبين دول العالم أجمع ، فكان لابد من أن يتجمعوا في جغرافيا معينة وتحت المسمى والوجه الذي يمثلهم ويفرزهم عن شعوب الأرض وأعراقهم ودياناتهم ، فكان وعد "بلفور" ومشروع إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ، قبلة الإسلام الأولى ومعراج النبي- صلى الله عليه وسلم - إلى السماء .
..وفلسطين وما حولها " المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " "أدنى الأرض " أي الأقرب للسماء والبقعة المباركة التي لا يمكن أن يتصور عقل وقلب سليم أن تكون الحكمة السماوية وإرادة الخالق -عز وجل - منحها جائزة لأعداء الله ونبيه ، لكن قداسة الهدف وعظمة التدبير - ليدركها العقل البشري - تقتضي إختيار ساحة لها من القداسة والعظمة نصيب للمعركة التي سيخوضها جند الله مع أعدائه.
..فالجزء الأول من الصفقة قد تم بأياديهم ، وها هي "دولة إسرائيل " قائمة أكثر بقعة سوادا في تاريخ البشرية وهي عنوان كل شر في العالم ، إغتصاب، إرهاب ، وقتل ، وعنصرية ، وفجور ، وموبقات مهما غطيت وزينت يجمع العالم على أنها " مزبلة الحضارات الإنسانية " فكرا وسلوكا " .
..والجزء الثاني من تلك الصفقة أيضا ينفذ بأياديهم وبمن جندوا لخدمة مشروعهم ، وهو المطلب الضروري والممهد لفناء "أراذل البشرية " ، فجمع شتات أمة محمد وإستنهاضها ، وتنبيه الإنسانية جمعاء إلى " أقبح فكر وشعب " يقتضي أن تكشف تلك الفئة عن وجهها وأن تعلن للعالم -وقد أغرتها قوتها - أنها قوة غاشمة وطغيانا يمثل اشنع مرض قد أصاب البشرية ، ولابد لإنجلاء الحقيقة ووضوح الصورة أن تسقط كل الإقنعة المزيفة وأن تعاني أمة محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام - من الذل والهوان ما يعيدها إلى الحقائق الأزلية وما يشعل "جذوة " الإيمان من جديد ويزيل غشاوة الزمن المسف ، وهذا الذل والهوان من جند الله فبه يتم الفرز ما بين الراسخ من المعتقد والإيمان وما بين القشرة وغثاء السيل .
..وقد ينتج الفرز فئة مؤمنة قليلة ، لكن "كم من فئة قليلة "-ولم يقل ضعيفة - فالقوة والضعف لا علاقة لها بالكثرة أو القلة ، لكن شرط القوة والنصر هو الإيمان " أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " .
..وخلاصة القول ، أن تدبير السماء والحكمة الإلهية -التي يقف العقل الإنساني دائما قاصرا أمام إدراكها إلا بما فتح الله على عباده - وهي وعد الله الحق ، قد كتبت في اللوح المحفوظ وقد أخبرنا الخالق عز وجل بها قرآنا "غير ذا عوج " فجاءت النتائج في محكم التنزيل واضحة ، لكن الوسائل والأساليب والأدوات والتدابير السماوية لا يعلمها إلا رب السموات ولا يدركها البشر إلا متحققة وتعليما من الله لذوي الألباب.
..وعليه فمن هذه الزاوية من وجهة نظري وحسب فهمي فصفقة القرن هي صفقة مع الله يختار فيها المؤمنون "رابح البيع " ويختار الفاسقون الفاجرون " خاسر البيع " "والله متم نوره ولو كره الكافرون "
..صفقة القرن إذا في ظاهرها وفي العقول والقلوب المريضة لصالح إسرائيل أما في جوهرها فهي- بالنتيجة - وبإذن واحد أحد لصالح أمة محمد والإنسانية ، وما الرفض الإنساني الذي يجتاح العالم لهذه الصفقة إلا أول إشارات النصر وتحقق وعد الله الحق.
..وفي النهاية أقول : أنا من الناس الذين لم يثرني تصريح ذلك النائب عندما قال :"صفقة القرن فيها مصلحة للأردن " لكنني في نفسي قلت : سبحان الله كيف يجري الله كلمة الحق على ألسنة لا تدرك عقول أصحابها معناها " وتذكرت مثلا يقول : (بتجي مع العمي طابات).
..فالحمدلله لله على الابتلاء والحمد لله أننا في وطن- برغم كيد الكائدين من الخارج والداخل - يحمل لواء الرفض والمواجهة ويخوض معركته وسيتبعه شرفاء العالم نحو نصر مؤزر -بفضل الله وتأييد من عنده - ولو بعد حين.