بقلم : العميد المتقاعد هاشم المجالي
رغما أنني دائما مع القوانين التي تدعم الحكام الاداريين في واجباتهم واجراءاتهم المكملة والداعمة لعمل الأجهزة الأمنية في منع الجريمة او القبض على مرتكبيها وتوديعهم للقضاء . وكذلك مساهماتهم بالحد من خطورة ذوي الأسبقيات الخطيرين الذين لا يهابون القضاة ولا المدعين العامين في المحاكم ، ولكنهم يحسبون ألف حساب لقرارات الحكام الاداريين بفرض الكفالات العدلية والإقامات الجبرية عليهم .
ولكن دعمي لهم لا يعني أن ينسوا او يتناسوا بأنهم يمثلون جلالة الملك في محافظاتهم وعليهم أن يوزنوا كلماتهم واحاديثهم مع المجتمعات العامة التي تخضع لسيطرة حكمهم ، فبعض احاديثم قد ينهي ثأر او يجدده ،وقد يقيم صلحة عشائرية او يؤدي إلى مذابح جهوية، فعندما يفتقر الحاكم الإداري للباقة والكياسة في الكلام فقد تكون هناك جرائم ترتكب أو وفوضى تسود او فلتان أمني يعم على إثر كلامه وتصريحاته .

محافظ العقبة الذي رد على سعادة النائب حازم المجالي برد لم أجد له مسمى بقاموس الشتائم حول انعدام الأخلاق أو قلة الآداب العامه في الحديث ، وعندما حاولت أن أفسر كيف يمكن للواء متقاعد من الجيش ويعمل بوظيفة حاكم إداري أن يستخدم كلمات تخلى من الاحساس بالذوق و الإحترام وخصوصا أن المخاطب هو نائب وابن عشيرة وكان يتحدث بشأن عام وليس خاص.
فلو فرضنا أن نوعية المتحدث مع المحافظ بهذا الشأن كان مواطنا عاديا وليس نائبا بمجلس البرلمان ولا كان مريضا بالسرطان ،فإنني أتوقع ان يقوم المحافظ بشهر مسدسه على المواطن ويرديه قتيلا بتهمة التدخل بما لا يعنيك أم مش شغلك يا مواطن ،أو لكان فرض علية الإقامة الجبرية او الكفالة العدلية.
المحافظون يجب أن يكونوا محترمون ويتقنون ديبلوماسية الحديث وفن الخطابة وخصوصا أنهم عيون وممثلون الملك في المحافظات، فإن كان منهم من لا يعي قيمة المحافظ ودورة الرسمي والشعبي فعلية الإستقالة او عليكم إقالته ، وعلى مجلس النواب الذي ينتمي له حازم المجالي أن يكونوا حازمين لأجل زميلهم حازم ولايكون هذا من خلال طلب الإعتذار من المحافظ فقط وإنما بالإقصاء له او الإقالة لأن هذا كلام تطبعي مكتسب خلقيا وهو كلام شاذ لا يمكن أن تعلم الناس محاولة تجنب لفظه وخصوصا اذا كان هذا الشخص قد خدم مدة طويلة بالجيش الى أن وصل لرتبة لواء ثم انتقل ليكون محافظ بالداخلية فماذا يمكن أن تعلمه بعد هذا العمر ، وهنا أنا اقول لا يجب أن ينتهي هذا التصرف الشائن المتمثل بالكلام المؤذي والمسيء بالإعتذار للنائب فقط من وزير الداخلية ، وإنما يجب إبعاد المحافظ عن التعامل مع الجمهور ، هذا إن لم يتم إحالته إلى التقاعد و ليمارس كلامه الشائن هذا مع أهله وفي منزله الخاص .