29-05-2019 09:36 AM
بقلم : د . ردينه بطارسه
بجرأة فتاة شرقيه هناك في الزاوية الضيقه أضاءت المكان في الوقت الذي تمتد أياد خفيه لتطفئ الأنوار وتبث العتم في القلوب .... بكل تصميم حاولت ونجحت في ان تطاول الأشجار من حولها بساقها الممتدة المنتصبه... تأبى الانكسار مثل أهل الناصرة والخليل... ... بتاجها الأبيض الأنيق أطلت برأسها متباهيه.. لتصنع لنفسها مكان في حديقة ملئ بالأزهار الثمينة والأشجار المثمره.. تشبه أطفال اليمن في مشقة الحفاظ على هويتهم ... لم تعيبها رائحتها المنفره.. ولم يقلل من اندفاعها اسمها الذي ارتبط في عقول بعض السطحيين بقلة القيمه والهامشية ... حيث كانوا اذا رغبوا بالاستخفاف بفلان.. قالوا بلهجة متهكمه... ما بسوى قشرة بصله.. تماما كما وصفوا قادة الثوار في طرابلس والخرطوم.... رقصت هناك وتمايلت فرحة...وكأنها ليست هي التي أبكت عيون ملايين البشر ... بفرحتها تلك وجمالها وأناقتها.. غلبتهم منتصره ... كانت ترسل برسائل حب واعتذار لكل من أبكتهم... ولكنها أيضا امتلكت كامل العنفوان... لتقول لهم بلسان الباطن....لم ابكيكم الا حين قطعتم اوصالي بسكاكينكم.... انتم من ابتدأ...!!ومن حقي الدفاع.
أحببتها تلك الزهره... اعجبني فيها كل تناقضاتها... لونها الأبيض الحليبي الفتان.. لا يقل جمالا عن ياسمين الشام ... اصطفاف بتلاتها بانتظام ودقه كراقصات باليه يختتمن ابداعهن على المسرح ... ساقها الباسقه... جرأتها بالحضور بفرح.. كطالب تفوق في مخيم قلانديا دون ان يمتلك مقومات... سوى التصميم على النجاح ...
حضورها بثوب ابيض تزامنا مع عزاء احتضار الربيع.. يعطيها تلك الجرأة والقوه .... جميلة ومتميزه... كفتاة كركية رفعت جبينها المزين بالاصاله.... تشبه في صلابتها بنت الجبل في أعلى جبل المناره في سوف... ذهبت تجمع اوراق الزعتر الفارسي ...هي ازهار البصل... بجرأة فتاة عربية. . احببت ان اكتب عنها هذا الصباح #أزهار البصل #حديقتي #عمان #28/5/2019...أم عون .