28-04-2019 01:13 PM
بقلم : وصفي خليف الدعجة
وطني الاردن لا مثيل له في كل العالم وهو وطن الحياة الذي لا أبدل ذرة تراب واحدة من ترابه بكل كنوز الدنيا.
و يكفيني من الأمجاد والعز والشرف والكرامة والبطولات وأوسام الشجاعه أنني اردني .
الأردن أغلى اشيائي واثمنها ..لهذا كنت كلما فقدت شيئا أو أصابتني مصيبه أو حزنت أو تألمت أو ظلمت أو جرح قلبي سرعان ما يلتئم جرحي وتطيب نفسي وتزول احزاني ويعود قلبي نابضا بالحياة بمجرد رؤية اي شيء اردني ... فالأردن عزائي لكل مصائب الدنيا وهي الحضن الدافئ لي كلما شعرت ببرودة الحياه وحرمانها .
صدقوني أنا لا أبالغ فيما أقوله وبطريقة حبي للأردن فهي مشاعر الطفوله التي عاشت معي منذ نعومة اظافري وكان هذا الحب دافعي للحياة كرجل لا يتنازل عن كبريائه وعنفوانه وشجاعته في الحق وبالدفاع عن كل مبادئه التي استلهما من هذا الحب الكبير للأردن وطن الاحرار والكبرياء .
جاءتني كوابيس كثيره جراء هذا العشق الكبير لوطني الحبيب واذكر لكم بعض من هذه الكوابيس والأحلام المزعجه فقد حلمت في ليله من الليالي بأنني أصبحت مواطن أمريكي ولم اصدق هذا الواقع الجديد ورفضته باصرار وأصبحت اصرخ واستنكر واشجب هذا البلد الذي أصبحت فجأه من مواطنيه وكنت كلما تحدثت مع أحد
أقول له انا اردني ولست أمريكي ولكن كل الذين مروا
معي في هذا الكابوس كانوا يؤكدون لي على هذه الحقيقه فلم استطع العيش في هذا الوطن الجديد وقررت الهجره
الى اي مكان اخر واخترت هولندا كوطن بديل .. وبالفعل ذهبت الى سفارتها بواشنطن وقطعت التأشيرة واشتريت التذكره وفي اليوم المقرر للسفر توجهت إلى المطار وكان
رقم الرحله (55) وعلى الفور قامت الطائره الهولندية بالاقلاع .
بعد نصف ساعه من الطيران بدأت اصوات الركاب تعلو لرؤية الدخان يخرج من محركات الطائرة مما جعلني اشعر بالخوف والهلع الشديد وكان كابتن الطائره يدعو الركاب للهدوء وهو يقول بارتباك (يا رب ) وكان يرددها كثيرا وما هي إلا دقائق واذا بالطائره تشتعل بالنيران و تهوي بشكل سريع واذا بالكابتن يصرخ احترقت الطائرة .. وانا في ظل ذلك الرعب سمعت والدي فجأه وهو يقول (وصفي ،وصفي اصحى ) وهو يطرق الباب بعصاه فقمت مفزوعا على طرقاته واذا بي على سريري في بيتي ولا وجود لطائره أو ركاب أو سفارة .....وفهمت على الفور أنني كنت احلم وما هو إلا مجرد كابوس .