12-04-2019 06:08 PM
بقلم :
مسيرة مليونية على غرار مسيرات ميدان التحرير عند الجارة مصر ,والنتيجة أن ترنح الننظام و سقط بارادة شعبية بحتة, اخرجها الجوع والفقر وغلاء الاسعار والفساد, الحال بالضبط هو نفس الحال كان عند الجارة مصر.الناس خائفة وفي حالة ترقب لما يمكن أن يحدث معد أن نجحوا في اسقاط رأس النظام عمر البشير , ولكن ؟ هل سقط النظام ؟
هل سينجح الفلول السوداني بالعودة الى ساحة الاحداث بعد امتصاص غضب الناس في الشارع السوداني, أم انه سينتظر وقت آخر حتى يعطي وقتاً كافياً للشارع أن يفرح بنصره,أم سينقض على الفرح بالضربة القاضية ويعيد الامور الى نصابها وتعود العسكرتاريا الى الواجهة من جديد وتحكم بنفس القبضة الحديدية التي كان يحكم بها البشير وهنا سيكون حال الشعب المنتفض كأنك يابوزيد ما غزيت !
الناس خائفة فعلاً , خائفة من مواجهة شرسة تكون آثارها كارثية بينهم وبين فلول النظام التخوف كبير ويزداد كلما ذكرهم احد بما حدث في (رابعة مصر)، الأمور الآن غير واضحة فكل شيئ مغلق في الخرطوم ف حتى الجسور المؤدية إلى الخرطوم من ام درمان وبحري وشرق النيل وحالة من التوتر والترقب تسود كل قطاعات الشعب ,حالة ايضاً من القلق بسبب تقاعس المعارضه وتقهقرها للخلف بحجة اعطاء الجيش الفرصة لحماية الناس ومنع اي مواجهة غير مخطط لها مع الجيش وانهم لا يريدون تكرار اخطاء ثورة ومعارضة مصر , لكن هذا الموقف اثار الريبة عند قطاعات الشعب المختلفة وتشككت بنوايا الاحزاب المعارضة , أعداد المعتصمين في حماية الجيش في ازدياد وهي حماية عكسية تحمي من سيحموك أو هكذا المفروض ,وكأن في الحماية رساله للجيش تقول نحن معكم ومنك فلا تنقلبو لنا لو أمركم الفلول ان نجحوا بالوصول للسلطة, ورغم هذه البراءة في الالتفاف حول الجيش إلا انه كانت هناك قوات من الشرطة والأمن كانت قد اخترقت تجمع المعتصمين من اكثر من جهة في أطرافه بهدف زعزعتهم تمهيدا لتفريقهم ,وفشلت محاولاتهم كلها .
الوقت العصيب والتوتر يسيطر على الموقف , والعيون ترقب وانباء اختلطت بإشاعات انتشرت بتسارع حول خطة للعسكر والأمن لفض الاعتصامات والتجمعات الشعبية , تزامنت مع تصريح نسب للنائب الأول للبشير والذي أذاع البيان الأول عوض بن عوف أن الاعتصامات يجب أن تفض بالقوة مهما كانت النتيجة حتى لو سقط مائة قتيل من المعتصمين .
انه كلام خطير جدا – ان صدق – ويستوجب محاكمة فورية لقائله وابعاده تماما عن موقع المسؤولية لان شخص يفكر بهذه الطريقة ولايرى بأسا من قتل مائة مواطن ليس فقط غير جدير بتولى الوظيفة العامة بل يستحق عقوبة مغلظة على دعوته لسفك الدماء وتحريضه على ذلك. فأبناء الوطن يرفضون العنف بكل اشكالة ويخافون من تكرار تجربة رابعة المصرية بل ويعملون على تجنبها وتجنب الصدام مع الجيش الذي من المفترض ان يحمي الانجاز الشعبي لا أن يدمره,ويرفضون ان يكون عوض بن عوف سيسي سوداني آخر .