24-03-2019 12:59 PM
بقلم :
الثابت والمعروف أن حكومة الرزاز جاء تشكيلها كردة فعل على مطالبات الشارع برحيلها , ثم جاءت هذه الحكومة وكان واضحا تماما أنها لا تملك برنامجا مسبقا فكان أول مطلب لها بأن تعطى فرصة , وقد جاء ذلك أيضا كردة فعل على إنتقادها وإنتقاد تشكيلتها وإنتقاد عدم تقديمها برنامجا واضحا وخطة محددة .
..ثم توالت ردود الأفعال في كل أزمة وموقف وحدث واقتصر أداء الحكومة على ردة الفعل وإتخاذ القرارات والمواقف وإطلاق التصريحات حسب الحدث والموقف و/أو الأزمة وذلك إما للرد على بعض المنتقدين وإما لإمتصاص الهجمات التي تشن عليها عند ظهور أي خلل أو إكتشاف أي شبهة فساد أو عند قيام أي وزير أو مسؤول أو موظف بالتصريح أو إتخاذ أي قرار أو القيام بأي تصرف , فكنا ولا زلنا لا نرى إلا ردود أفعال للرئيس والوزراء والمسؤولين حسب الإختصاص للخروج من تلك الأزمة أو لتخطي ذلك الموقف أو الحدث والغالب على ردود الأفعال تلك لغة التبرير والتخلي عن المسؤوليات ونسب الأخطاء إما لحكومات سابقة وإما لجهات لا تتبع للحكومة .
..وحتى لا أكون قد ظلمت هذه الحكومة فإن لها فعلا وحيدا ويتيما قامت به غير ملتفتة لأي مطالبات أو إنتقادات وبرغم كل أنواع الهجمات وبرغم تعالي الصيحات إلا وهو (إعادة قانون الضريبة الذي أطاح بسابقتها إلى مجلس الأمة والعمل على تمريره وإقراره ) , وذلك طبعا إستجابة لمتطلبات البنك الدولي من أجل موافقته على الإقتراض مجددا وزيادة عبء الدين العام .
..هذا هو الفعل الوحيد وما عدا ذلك , فردود أفعال لا غير ولا تتعدى في غالبيتها أيضا التصريحات والإستعراض الإعلامي والكلامي , وكأن هذه الحكومة قد جاءت لمناظرة الشعب بالكلام والمرافعة عن سابقاتها وعن نفسها وتبرير الأخطاء الجسيمة التي ترقى إلى مستوى الجريمة بحق الوطن , وتجميل أبشع الممارسات بتويلها إلى مجرد أخطاء فردية بسيطة يتم تداركها بقرارات لا يراها إلا الإعلام مسطرة بكتب موشحة بالتواقيع ثم تحفظ في الأدارج .
..فإذا كانت الحكومة لا ذاكرة لها , وهي بالقطع ترسخ لديها كسابقاتها أن هذا الشعب لديه ذاكرة السمك , فإنني أذكرها وأذكر من يعاني من آفة النسيان وأطالبهم بإستعادة الشريط , فمن فاجعة البحر الميت إلى غرق عمان ومن أحداث السلط الأولى إلى الثانية , ومن قصة الغارمات المزمنة إلى رواية البطالة والمتعطلين ومن موجة تعيينات وتنفيعات لأبناء وأشقاء وأنسباء كبار المسؤولين والنواب ألى موجة أخرى آخرها ردة الفعل الرومنسية والحزينة وإظهار التعاطف من قبل الناطق بإسمها مع أحد المساكين المعينين براتب (ثلاثة ألاف دينار أردني لا غير ).
..هذا هو نهج الحكومات التي تتعاقب على كاهل الوطن وهذا هو نهج الإفلاس الذي طلبت هذه الحكومة إعطائها الفرصة لتتجلى في (الضحك على الذقون ) وكسب الوقت حتى زمن رحيلها وإراحة رئيسها وفريقها بتوزيعهم على مقاعد الأعيان أو رئاسة هيئات ومؤسسات أخرى وإبتعادهم جميعا عن أضواء نشرات الأخبار المحلية .
..وهذا أيضا نهج فرق الكورال المساندة التي لا تتغير والجاهزة دائما إلى التطبيل والتصفيق لردود أفعال الحكومة وأدائها التبريري والتسحيجي أحيانا لجلالة الملك وأحيانا أخرى للجيش والأجهزة الأمنية والعزف على أوتار الشهادة والفداء والتضحية وعلى جميع الأوتار التي تقطع معظمها من كثرة العزف عليها .
حمى الله الأردن .