الإصلاح والتغيير في الأردن للأسف

02-03-2019 05:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رايق عياد المجالي/أبو عناد

عندما يتم التغيير وبعد فوات الأوان في مؤسسات الدولة، ويتولى مسؤول جديد المسؤولية خلفا لآخر يتم نقله إلى موقع جديد لنشر عدوى الخراب، يبدأ الجميع في المؤسسة وفي المنطقة أو القطاع الذي تعنى به المؤسسة بالبحث في سيرة القادم الجديد، ويبدأ الجميع في البحث عن مفاتيح ذلك المسؤول وطرق التقرب إليه، فالذين تكونت لهم مراكز في حاشية الذي رحل يبدأون بجمع أوراقهم وإعادة دراسة الخطة التي تضمن لهم التنصل من أخطاء السابق وتحميله كل الوزر منفردا، فيسارعون عند تسلم القادم الجديد إلى تقديم أوراق إعتمادهم من خلال كشف التجاوزات التي شاركوا بها وصنعوها على أنها مستمسكاتهم وأنهم حاولوا التصحيح لكن لم يسمع لهم، ويبدأ آخرون ممن همشوا في مرحلة سابقة بإيجاد المداخل والمفاتيح التي يقدمون من خلالها كشف حساب يهاجمون فيه الراحل ويكشفون بطانته الذين عاثوا فسادا ونفاقا في العهد البائد.
.. وطبعا يبدأ الجميع أيضا في إستحضار ماضي المسؤول الجديد ويبحثون فيه عن أي رابط أو علاقة، فقد يكون بعضهم زامله في عمل سابق هو أو أحد اقاربه، وقد يعرف البعض احد أقارب المعلم الجديد أو انسبائه، فتبدأ عملية إنعاش العلاقات المتجمدة منذ زمن، وتتشكل حملات مكثفة من التبريكات والتهاني مع التفخيم والتضخيم والتبرع - بدون ثمن - بالمساعدة والعون وينتفض الجميع ويتسابقون لتلاوة صلوات الإنتماء والولاء للوطن وللمليك وللمعلم الجديد.
.. ويكتشف المسؤول الجديد أنه أمام تسونامي من المجاملات والمعلومات المتضاربة والمتناقضة، مع كم هائل من التقارير المعدة والتي تبين أن كل من يعمل في المؤسسة قد أدى ما عليه في السابق وان نسبة الإنجاز لدى كل واحد تتجاوز 99%، وطبعا فإن تقارير الموظفين جميعهم أيضا ولسنوات متعاقبة عبارة عن إمتياز ينطح إمتياز.
.. وفي الأشهر الأولى لا تسمع في محيط المسؤول، أمامه أو من خلف ظهره إلا عبارات التفاؤل بالعهد الجديد والمراهنة على نجاح الرجل في مهمته، وهذا لأن الجميع ينتظر نتائج العمل الذي قام به من،مجاملة وتوسيط آخرين ، ودق الاسافين في آخرين وما قدموه مما يضمن رضا القادم الجديد، وفي أثناء ذلك يكون هذا المسؤول قد كون فكرته الخاصة ووضع خطته التي تبدأ بسياسة الانفتاح على الجميع والاستماع للكل، وقبل مضى الستة أشهر الأولى يبدأ نهجه بالتبلور، فيتم إعادة تشكيل البطانة، وتبدأ الأبواب تغلق واحدا تلو الآخر، وتبدأ التعليقات والأحاديث المشككة بتوجهات وتصريحات الإدارة الجديدة من قبل من ردت أعمالهم السحرية عليهم ولم يجدوا لهم موضع قدم في دائرة المعلم الصغرى، ويقابلها ردود البطانة التي نصبت عين ولسان وذراع المعلم وتوعدها بإسم المعلم كل من يضع العصا بالدواليب بالضرب بيد من حديد لضمان عدم تعطيل المسيرة ومخالفة الرؤيا والرسالة.
وتعود حليمة لعادتها القديمة، وتزداد الشكاوى والتظلمات، وتتفاقم مجددا طرق التلميع والتعتيم، وتنعقد السهرات والكولسات، ويدخل الشارع في جدل ولغط جديد بعد فترة الهدوء النسبي التي لحقت التغيير الاخير لتبدأ في التعاظم بشتى الطرق للمطالبة بالتغيير، فيتم بعد فوات الأوان لإمتصاص الإحتقان وهكذا دواليك.

طباعة

المشاهدات: 7179


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	02-03-2019 05:31 PM سرايا
لا يوجد تعليقات