حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10499

شهر آذار الهدار

شهر آذار الهدار

شهر آذار الهدار

02-03-2019 12:35 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
هو الأجمل والأزهى في أشهر السنة ، وهو الشهر الثالث المحبوب في الكرة الأرضية ، فيه واحد وثلاثون يوماً تبدأ في سنتنا هذه يوم السبت وتنتهي يوم السبت !
وكان شهراً محبوباً بين أشهر السنة مكرساً موهوباً للإله آشور ، الذي يسمى أبو الآلهه ، سمي (هذر ) بعد التحريف ولفظ الأمم مثل الآشوريين ، فأصبح بعد أن كان( جذر) أصبح هذر ، وأصبح في عصرنا عند بعض رعاة الأوطان (هدر ).. ..
وهو اليوم وفي زماننا أصبح ( آذار ) ... !
سبحان الله ...وأنا أرى بأن التسمية سواء أكانت هذر أو هدر أو آذار بعد أن تابعت ولحقت التطور في التسمية بأنها لا بد منبعثة من ( جذر )
ورأيت بأن الكلمة جاءت سبحان الله الجميل الذي يحب الجمال من ( جذر ) والجذر تفور وتهدر من عيون سمائه الينابيع السماوية وتنبثق فيه مياه المطر .
ففي آذار تغدق السماء بالحياة والحيوية على الأرض والتربة والصخر والحجر والشجر ، فتدب الروح في الجذور الناشفة المقددة ، وتكتسي الأشجار والغابات والحدائق العارية بالخضرة والبهاء .... وفي أيامه تتحول الأغصان التي نحسبها ماتت كالحطب لمنظر عريها وجفافها ، وإذ بها تنتفض بأجمل ثوب يهبه الله المبدع للأرض ، فتزهو للإنسان بالزهر والورد والنباتات والأعشاب والخضرة ، والمشاهد التي تخلب الألباب . ... ففي آذار أعظم الخيرات وأعظم الصبر والانتظار لنتائج الأمطار ...
تتلو أعماله جنات وفاكهة وثمار ...يمضي عنها الإنسان ويتبختر بينها ويرتحل في رحلاته ومباهجه وشمات هوائه وفسحاته إلى الربيع الذي أنجبه آذار .
يحيى الجذر وتنتشي الأبصار وتفرح قلوب الكبار والصغار ، وتغرد الأطيار ... وتتشبع السهول والوديان بالرعي فتأكل المواشي وتسعد في الصخور الحواشي ...وتتمدد الجذور في التراب لمن يحسن تقديرها باحثة عن عائلتها المتجذرة الضائعة المختفية في باطن الأرض ... وتنبع النباتات والخضرة والأزهار بكل لون وتشكل ينبوع الجمال في التلال والجبال ...
وآذار ...هذه التسمية هي الجذر في رأيي بأنها تمتع الأرض بانتعاش الجذور ، فتخرج من انطمار التراب للأبصار والطبيعة وروعة الجمال !
هو الجذر آذار أبو الخضرة والأزهار ، والكلمة ُ مشتقة من جذر فصارت « هَدَر » والشهر يهدر ويرتقع صوته ، ويهمر بسبب أصوات الرعد والبروق والعواصف ، وتنحدر هادرة فيه السيول والجداول المائية الصافية من أجل البشر والدواب لتدر الحليب وتصحب الأحباب للمتعة بعد خريف السنة فيظهر في خريف الانتقال كأنه الخراب !
حتى أن أمي كانت تسميه ( آذار الهدار ) وتسميه آذار أبو سبع ثلجات كبار ، فتقول : بما معناه :
يعني يهدر صوته وتستجسب لصداه المورف على الدنيا بأسرها الجبال والتلال وتستقبله الوديان ، فتقول أمي رحمها الله دائماً بما معناه وما زلت أحفظه في عمق قلب :
عند البسطاء والمزارعين والعارفين قيمة الأرض ، يرتفع عالياً بحلة الفردوس كأنه سلة من محبة الله يهديها للبشر !
وعند الرعاة الحكام الكرام العارفين كرامة الخالق والنعم وحاجة الأنام والأنعام ... يكون هداراً مرتفع الصوت بالهدير والعواصف والبروق فيزهر اللوز والبرقوق !

وعند البجم الحكام اللئام الذين يكفرون بالبركة وقيمة الماء والبرق والرعد وينظرون إليه من بعد يكون عندهم اسمه على جسمه ( الهدار ) لأنهم لا يتقنون استيعاب اللغة وابعادها في اسماء الخير ...فهو في مفاهيمهم سمي بالهدار ليهدر المال والحلال ، ويهدر في طريقه ثروات كثيرة ، وأموال وأرواح وحلال وزروع وضروع ، وماشية وآنية...ويحتسبون أعمالهم الخسيسة المهملة هي الإدارة العالية... والأرواح المهدورة نتيجة جمود قلوبهم ليست غالية !
كانت أمي تقول بما معناه :
أن شهر آذار بالذات في البلاد كان ينزل على عجور أنهاراً تهطل من السماء ، تملأ الآبار للناس ولأهالي القرية ، كأن مياه الشهر عسلاً تتوالى الإنهمار في الجرار والآبار ، لدرجة أن كل بئر يكفي فصل الصيف والخريف ويسقي الناس والزرع والحقول ، ولا يتبخر ولا يعرف الأفول !
وكانت تقول :
كنا نقف أمام العقود الحجرية في قريتنا تحت العلالي ، ونتمتع بانهمار الأنهار من السماء وهي تعبق بالأرض ، والناس قد بذرت المراحات وزرعت ، والرجال والنساء والصبية والبنات بالزراعة والبذار قد برعت ... والقرية كلها اشتركت ورشقت الأرض بالقمح والشعير والكرسنة ، وفي الليل يعودون كأن سيدات الحقول المبذورة يشبهن بنات الحور ... وتقول في عجور :
كانت أتلام الزروع والخضروات والزهور والأشجار تلاحق آذار كأنها وراءه تناديه ، وتتعلق بأطرافه قبل نيسان الذي يبدأ بحرارة الزهور تتشقق عن الفاكهة على طريق انتظار الأغصان تتسلق على الجدران ويكبر البستان ......
يا آذار كم كانت أمي تحدثني عنك وتستهويني حياتك وأيامك ، فأعشق ريح حكاية الناس في عجور ، وأحمل على قمة جبيني لهم باقات الزهور ... ،
كانت تجذبني أمطارك فأنزل تحت أنهارك كأنني العصفور المبتل بعطر النذور ... ، لدرجة أنني كنت أحس بإنسانيتي في لياليك ، فاتقلب على الفراش رغم المخيم الحبيس استمع لصوت طرقات الباب بدون أكف الأحباب ... فأشعر بقيمة موسيقى صوت المزراب .... وأنظر من طاقة الريح لأتخيل الأحباب قد عادوا ، وأعود بين هباتك أستريح !
يا آذار ...








طباعة
  • المشاهدات: 10499
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم