حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,2 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15137

اعترافات قاتل اقتصادي !

اعترافات قاتل اقتصادي !

اعترافات قاتل اقتصادي !

27-02-2019 06:19 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. غيث هاني القضاة
كان شرطُه الجنسي الوحيد و المُخجل للقبول بالصفقة وتوريط وطنه بصفقة سياسية اقتصادية يتم بها الزام تلك الدولة الخليجية بقرض من البنك الدولي وصندوقه والدول المتحكمة به بعشرات المليارات من الدولارات ، هو أن يتم الترتيب مع فتاة أمريكية شقراء طويلة فائقة الجمال لكي تنام وتقيم معه لمدة شهر في منزل خاص في إحدى الولايات الامريكية ، على أن تكون متزوجة وليست من فتيات الليل لكي يضمن "نظافتها" من الامراض السارية ! تفاجأ الوسيط الأمريكي بهذا الشرط الغريب بعد أن طلب ذلك الأمير الكثير من المال أيضا لكي يوافق على شروطه ويوقع على توريط هذا البلد بصفقات سياسية اقتصادية تُفقر البلد وتجعل قرارها رهنا بالخارج ، استطاع الوسيط ترتيب ذلك الموضوع حيث وجد فتاة بكل تلك الصفات وكانت تعلم أن زوجها يخونها مع غيرها من الفتيات ، فقررت الانتقام منه ووافقت ، وكان للأمير ماشاء من المتعة والجنس والشهوة !وكان للوسيط أن حصل على موافقة سمو الأمير الخطية على الصفقة كواحد من عشرة أشخاص من العائلة الحاكمة هناك الذين لابد من أخذ موافقتهم لإتمامها، لكن المفاجأة الأكبر كانت حينما أصرّ الأمير على أن يأخذ معه تلك الفتاة الى وطنه لأنها أعجبته كثيرا كثيرا ! تورط البلد الخليجي بالديون بل وغرق بها وأصبح رهنا للغرب يُلعب به سياسيا واقتصاديا كيفما شاء حتى اليوم !

نقوم بزيارة الرئيس ونقول له ؛ اذا وقعّتم هذه الأوراق الخاصة بالقروض سنأتي بشركة أمريكية تنفذ هذه المشاريع ، كما أن اصدقائك يستطيعون كسب أموال كثيرة ، وبوسعك إشراك أقاربك وأنسبائك وأصدقائك في الأمر، ويمكن لاحدهم أن يتولى رئاسة شركة مواصلات مثلا ،ويمكن لقريب آخر أن يعمل في مجال التموين بسلع غذائية ،أو يتاجر في النفط وموارد الدولة ، علاوة على مئات الملايين من الدولارات سيتم تقديمها لك ولأسرتك كهدية مستعجلة " كاش" ، كل ذلك سيتم بصورة قانونية ، سنُعين عندنا أشخاص من فريقك ، وسنكفل لأولادهم وأولاد اصدقائك تعليما مجانيا في أرقى الجامعات في الغرب، وعندما ينتهون من دراستهم سنضمن لهم عملا جيدا ومناسبا وفي مراكز مرموقة، كل ذلك سيكلفنا نحن الكثير من الأموال ، وسنستفيد نحن بالطبع من ذلك وسنقول لشعبنا الأمريكي " انظروا كيف تساعد أمريكا هؤلاء الناس في هذا البلد الفقير لتعليمهم" ،المهم أن كل شيء سيتم بصورة قانونية، أما في الواقع فهذه رشوة حقيقية، تُسدد على شكل قروض وديون وتوريط البلد بالمزيد والمزيد من القروض والتي يدفعها الشعب الفقير في نهاية المطاف ومقابل التحكم السياسي بمصير الشعوب.

يكشف الأمريكي جون بيركنز في كتابه "اعترافات قاتل اقتصادي" عن الجانب الخفي لمشروع فرض القروض والاتفاقيات الاقتصادية على الدول ،وهو إيجاد مجموعة من الشخصيات ذات نفوذ سياسي واقتصادي "نواب ووزراء وسفلة القوم مثلا" في الدول المستهدفة تقبل بالقروض الامريكية مقابل أن تصبح إمتدادا للشركات الامريكية الاحتكارية واصحابها، وبذلك تصبح هذه الشخصيات ضمانا للتبعيات طويلة المدى للولايات المتحدة داخل هذه الدولة أو تلك !المحزن أن الفقراء في دول العالم الثالث هم من يدفعون الثمن ،ويحرمهم من خدمات أساسية في بلدانهم بعد أن تصبح الديون وفوائدها والضرائب أرقاما يفوق تصورها .
تخيلوا أنهم استطاعوا دفع الاكوادور نحو الإفلاس ،وهي البلد الغني بالنفط بطريقة غير طبيعية ، دفعوها للإفلاس من خلال استدراجها الى مصيدة الديون والتي ارتفعت ارتفاعا هائلا خلال عقدين من الزمن بهمّة وخسّة "النشامى " هناك !تم من خلال هذا الفخ على إرغام الاكوادور على بيع غابات الامازون الغنية بالنفط للشركات النفطية الامريكية، تصورا أن من كل ( 100)مائة دولار من النفط المستخرج من هناك، يذهب (75) خمس وسبعين دولارا منه لشركات النفط الامريكية ، ويتبقى للأكوادور فقط (25 ) دولارا تدفع منها (22) دولارا على المنظومة الأمنية من جيش ومخابرات وأجهزة أمنية لأن (نعمة الأمن والأمان مهمة هناك) ،ويتبقى للصحة والتعليم ( 3) دولارات فقط !

استطاع جون بيركنز بعد تأليفه الكتاب،و الذي تربع عرش الكتب الأكثر مبيعاً وترجم إلى ثلاثين لغة أجنبية منها اللغة العربية تحت عنوان الاغتيال الاقتصادي للأمم ، أن يسلط الضوء على الدور الذي لعبه في عمليات الاستعمار الاقتصادي لبلدان العالم الثالث وذلك من خلال رشوة وإبتزاز المتنفذين و رؤساء وملوك الدول النامية لقبول أخذ قروض من الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة تطوير بنياتها التحتية وجلب التقدم والمنفعة مقابل منح الشركات والبنوك الأمريكية كافة الامتيازات في جميع المناقصات والعقود، لكن الحقيقة كانت إدخال هذه الدول في مستنقع الديون والتبعية الاقتصادية.

يا الهي ، هل حصل هذا في الأردن ! كاسك يا وطن !








طباعة
  • المشاهدات: 15137
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم