حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11420

زحف الجوعى المخيف .. والمعالجة الخاطئة

زحف الجوعى المخيف .. والمعالجة الخاطئة

زحف الجوعى المخيف .. والمعالجة الخاطئة

24-02-2019 11:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

فتح ابن الطفيلة الهاشمية الدكتور فلاح العريني شهية الشباب المتعطلين عن العمل بمسيرته التي زحف بها مع ابنائه باتجاه الديوان الملكي العامر لانتزاع حقوقه – حسب وجهة نظره وعقيدته الوظيفية – ونجح بعد عدة أيام من تحقيق أهدافه جميعها ورجع سالما غانما الى مسقط رأسه .

هذا الزحف الاحادي الذي لجأ اليه الدكتور العريني وحقق غاياته به الهم غالبية المتعطلين عن العمل للحذو حذوه للبحث عن وظيفة حكومية ولا غيرها ...وهذا ما حصل مع زحف شباب محافظة العقبة الذين رفضوا كافة الواسطات والحلول لحل مشكلتهم الا بحل كامل وشامل من الديوان الملكي العامر وهذا ما حققوه بوظائف حكومية واخرى في مؤسسات العقبة الاهلية ...

واتسع الزحف ليشمل معظم محافظات المملكة متوجهين الى الديوان الملكي العامر لتحقيق مطالبهم أسوة بالدكتور العريني وابناء محافظة العقبة ... وهناك من ينادي الى مسيرة زحف مليونية باتجاه الديوان الملكي العامر من كافة مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة....

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة من فتح عش الدبابير عش الشباب المتعطل عن العمل ؟ هل كانت الحكومة صائبة بقرارها الخاص بالدكتور العريني ومنحه الوظيفة التي حددها شخصيا ؟ هل اقحمت الحكومة الديوان الملكي العامر بالبحث عن حلول لابناء العقبة ؟ ماذا عن زحف الشباب الحالي والمتوقع خلال الأيام القادمة ؟ ماذا لونفذت مسيرة المليون باتجاه الديوان الملكي العامر ... ماهي اجراءات وخطط التعامل معها ؟ ماهي الحلول لدى الديوان الملكي العامر لزحف الجوعى القادم ؟ ..

اعتقد - وحسب رأيي المتواضع - أن الحكومة أخطأت خطا فادح لا يرتكبه مبتدأ في كيفية حل المشكلات واتخاذ القرارات في التعامل مع مشكلة الدكتور العريني ... كان من الاجدر دراسة موقفه ونتائج مسيرته اذا اتمها وما هي المخاطر والاثار الناجمة عنها ؟... الا انه للاسف لم يأخذ زحفه بالجدية وراهنت اجهزة الدولة المعنية على فشل زحفه مع مرور الوقت والظروف الجوية القاسية وسياسات التفاوض معه لثنيه عن زحفه الشهير .

الحكومة تعاملت بعقلية تقليدية وخطط قديمة وهي عدم الضعف والتهاون معه ومطالبه.... متناسية نقطة هامة وجزئية غاية في الاهمية وهي منصات التواصل الاجتماعي الذي لجأ اليها الدكتور العريني لنشر مطالبه بذكاء كبير مستغلا حالة الاحباط والغضب الشعبي التي يعاني منها المواطن على الحكومة وقراراتها في ادارة ملف التوظيف والتعيين .... فلعبها العريني (صح ) مع الاستمالة العاطفية للمواطنيين لظروفه العائلية حيث اصطحب اطفاله معه في مسيرته الشهيره .... وتعاطفت معه شخصيا من الناحية الانسانية لا الوظيفية المتمثلة بالتحاقه باحدى الجامعات كمدرس ...

المفروض على الحكومة دراسة حالة الدكتور العريني مع وضع الحلول والبدائل المتوقعة في حالة استمراره بمسيرته والنتائج والاثار السلبية المتوقعة ..... الا ان ( سياسة التطنيش ) التي اتبعتها الحكومة دون دراسة متعمقة جعلت من حادثة العريني قضية رأي عام تبناها وشجعها غالبية الشعب الاردني ووجدت موطيء قدما كبيرا عند الشباب المتعطل عن العمل والجمعيات والهيئات المعنية بذلك ... واصبحت قصته عالمية تعدت حدود الوطن والاقليم ...
الاجدر من الحكومة حل مشكلته في مهدها بعيدا عن منصات التواصل الاجتماعي والاعلام والرأي العام الملتهب الذي تعلم به الحكومة مسبقا .... وقبل ان تصبح استراتيجية العريني ( الزحف ) الاستراتيجية المثلى لدى الشباب المتعطل التي تزعج الحكومة وتضعف امامها وليس لديها الاساليب والادوات لامتصاصها وتفتيتها...
النتائج التي حصل عليها العريني بعد ( لي ) يد الحكومة أثار شهية غالبية الشباب المتعطل عن العمل ... وكانت باكورة الزحف الجماعي انطلقت من محافظة العقبة حيث اعلن مجموعة من الشباب الزحف نحو بيت الاردنيين ( الديوان الملكي العامر ) للحصول على حقهم بالتوظيف الحكومي متخذين مسيرة العريني قدوة لهم وطريقا الى تحقيق أمانيهم ... ونفس الخطأ السابق الذي ارتكبته الحكومة مع الدكتور العريني ... عقلية تقليدية وخطط قديمه وراهنت ايضا على عامل الوقت وطول الطريق والظروف الجوية الصعبة التي جميعا او احدها سينال من المسيرة وفشلها وتنتهي دون تحقيق مطالبهم ... الا ان توقعات الحكومة فشلت وليتها توقفت عند الفشل بل احرجت الديوان الملكي العامر واقحمته بايجاد حل لمشكلتهم ونجح الديوان الملكي العامر بحنكة وخبرة رئيسه وشخصيته الانسانية بامتصاص المسيرة وانهاء الزحف وايجاد وظائف اقتنع بها جميع ابناء العقبة ...

الحل الذي وصل اليه رئيس الديوان الملكي العامر هو حل آني ارتجالي غير مدروس او مخطط له ضمن سلم الوظائف الحكومية واستراتيجيتها في التوظيف.... والسؤال الذي يطرح نفسه ... هل سيستقبل رئيس الديوان الملكي العامر بقية زحف ابناء المحافظات الاخرى ومناطق البادية والمخيمات ؟ هل سيجد لهم حلول لمشاكلهم الوظيفية ؟ ماذا عن بقية المتعطلين عن العمل الجالسين في منازلهم ينتظروا نتاج الزحف ؟ ... الاجابة المنطقية ان يستقبلهم كما استقبل ابناء العقبة واذا لم يحدث ذلك فاعتقد انها معضلة كبيرة جدا ... فكيف يستقبل بيت الاردنيين البعض من ابنائه ويترك الجزء الاكبر منه خارج اسواره... معضلة تسأل عنها الحكومة وسياساتها التي اقحمت الديوان الملكي العامر بها ... فالديوان الملكي ليس من واجبه ايجاد فرص عمل لابناء الوطن ولا يتدخل اصلا في سياسة الحكومات التوظيفية ... واذا فعل ذلك .... فما هو اذا واجب وزارة العمل ودوان الخدمة المدنية ؟ وكذلك المؤسسات المعنية الاخرى ؟
ما يؤرقني ان تكبر كرة ثلج زحف الجوعى باتجاه الديوان الملكي من كل صوب حدب ...وهذامتوقع بشكل كبير جدا الا اذا تحركت الحكومة بعيدا عن العقلية التقليدية والاجراءات السابقة وتعمل فورا على تكوين خلية ازمة خاصة بهذا الزحف وايجاد الحلول المقنعة قبل توسعه وانتشاره .... فهو ينتشر بسرعة كبيرة كانتشار النار في الهشيم بين صفوف المتعطلين عن العمل ..... وهذا يحتاج الى خطوات استباقية للقضاء عليه ... وفرصة عمل (3300) التي اعلنت عنها الحكومة لا تكفي ولن تنال من الزحف المتوقع ولن تقنعه نهائيا لانها لا تكفي طوابير المتعطلين عن العمل ... لابد من وضع خطط واستراتيجيات عمل جديدة لتوظيف الشباب قائمة على الشفافية والموضوعية والعدل والمساواة مع ديوان خدمة مدنية اكثر وضوحا وشفافية ...وان تكون الوظائف جميعها مكشوفة لكافة المواطنيين ونتائج التنافس بين الشباب مكشوفة ايضا بما فيه المواقع والمناصب الحساسة في الوزارات والمؤسسات الحكومية كافة..
ما يخيفني اكثر اتنتشار عدوى الزحف عند بقية المواطنيين المتأثرين بالاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها ... -ولا اريد ان افسر اسبابها فهي معروفة للجميع - وخاصة قطاع الصناعة والتجارة والخدمات والمزارعين ومربي الماشية ... هنا سندخل بازمة لا يعلم نتائجها الا الله سبحانه وتعالى ... لان هذا الزحف زحف الامعاء الخاوية ... زحف الجوع ...فالجوع كافر وصاحبه يعمل كل شيء لا يخطر على بال الانس والجن من اجل وقف اصوات امعائه الخاوية .... فهم ليس بناشطين سياسيين او حراك شعبي غالبيته تحركه اصحاب الاجندات المختلفة ينتهي بتفريقه او اختراقه وانهائه بالاساليب الحكومية المختلفة ...

لا اريد ان اتحدث عن منتهزي الاحداث لركوب الموجة وتطويعها لهم من مستوزرين وباحثي المناصب الحكومية والنيابية ... فقد اصبحت الاعيبهم ونوياهم معروفة ومكشوفة لكافة ابناءء الشعب الاردني ... ولن اتحدث عن الاخطار والاثار الامنية المتوقعة جراء هذا الزحف ...فاجهزتنا الامنية تعلم مسبقا خطورة ذلك ولن يفوتها ذلك ...واجزم انها اتخذت كافة احتياطاتها الامنية وتقيم الموقف الامني بشكل لا مثيل له ....بقي على الوزارات والدوائر المعنية الاخرى أن تستفيق وتقيم خطورة الزحف ونتائجه واثاره المترتبة عليه قبل ان تقع الفاس بالراس ومزيدا من الاحراج للديوان الملكي العامر ...

خلاصة القول أن التهاون في حل مشكلة الدكتور العريني قبل استفحالها وانتشارها عبر وسائل الاعلام ... والتلكأ في التعامل الجاد مع مطالب ابناء العقبة في لحظاته الاولى شجع بقية ابناء المملكة على الحذ حذوهم في زحف هو الاول من نوعه منذ قيام مملكة الهاشميين منذ حوالي قرن من الزمن ... انه زحف الجوعى للحصول على وظائف تقيهم الجوع والعازة وتبقي على كرامة الاردني الذي يعتز ويفتخر بها ويموت ويحيا من اجلها ... وسيكبر هذا الزحف ويمتد ليشمل قطاعات اخرى ... انه الجوع وللحديث بقية


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11420
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم