02-02-2019 12:40 PM
بقلم : روشان الكايد
قبل أيام قام وفد من النقابات بزيارة العاصمة السورية لبحث إعادة الإعمار ومايتعلق بتصدير المقاولات ؛ حيث لا تعد هذه المحاولة الأولى لبداية الغزل الهادىء مابين العاصمتين ، بل سبقها زيارات في العام الماضي من جهات اردنية مختلفة ..
ان النقطة الجوهرية الهامة في فهم سير عمل الدولة الاردنية على الصعيد الخارجي هو فتح القنوات دوما مع الجوار وغيره ، وهذا ما اكسبها الصورة المستحسنة دوما كلاعب دبلوماسي أصيل في المنطقة ، بل وتخطت هذه الصفة والميزة العميقة حواجز الاستحسان لتصبح نقطة ارتكاز محورية تواجه بها الابواب المغلقة هنا وهناك من تغيير مستمر لبوصلة المنطقة وانحسار تفاهمات وبداية ركود وبدء اخرى على بدائل افضل ..
ولنا ان نتخيل كمية التغيير التي تواجهها المنطقة في كل فترة من تراخي محاور واشتداد محاور اخرى على صعيد العلاقات الودية او حتى ملفات المنطقة بوجه عام .
وأما فيما يتعلق بالدولة السورية ، فإن الواقع يؤكد أن الشعب انتصر وان مشروع التقسيم الذي كان يحاك في الخفاء وخرج للضوء والعلن لم يجد له مهد على الأرض السورية حيث انقضى قبل ان يولد ، وفي سياقات التحليل هناك من يكيل بالاتهام للنظام السوري وهناك من يتبنى نظرية المؤامرة بشكل مطلق وهناك محور ثالث يزاوج مابين وجهتي النظر من أن النظام والدول العظمى جميعهم تكالبوا على الدولة والشعب وهذا بأكمله لا يهمنا في سياق هذا المقال انما عرجنا عليه لتوضيح أن فكرة دعم التقارب الدبلوماسي ليست بالمعنى العملي لدعم النظام انما لفتح قنوات جديدة تخدم الدولتين والشعبين من فوق حطام الحرب وبابتسامة ساخرة ترسل الى الربيع العربي ..
عودة العلاقات او مرحلة ما قبل عودتها مسألة هامة جدا ، ستعمل على تخفيف التوتر الطاحن الذي استنزف جسد الاقتصاد الاردني ، فبداية التبادل الاقتصادي ، وعودة الاعمار ، وتماسك الدولتين من جديد ، سيذلل صعابا كثيرة امام دولتنا على الاقل ان لم يكن على صعيد الدولتين ، بل ويتعدى اعادة الاعمار الى ايجاد الحل الجذري للاجئين عقب كل تلك السنوات من الألم والبعد عن أرض الوطن ..
لذا فنحن سعداء جدا ، بهذه المبادرات من الجانب الاردني ، والتي تخلق آفاقا جديدة بعد ان اتخم الاقتصاد بالعجز ، فهذه الدولة السورية التي اثبتت صمودها كدولة عميقة ومنتجة اجتازت ما لم يستطع احد سواها اجتيازه ، لا بد للحوار من ان يعود من جديد ، وبشكل رسمي وصريح ببداية اكثر تفاؤلا ..
ففي الختام نحن عرب تجمعنا عروبتنا الهوية والقومية والعرقية