حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8028

في حب الأرض تُصنع المعجزات

في حب الأرض تُصنع المعجزات

في حب الأرض تُصنع المعجزات

19-01-2019 09:33 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
من كان يصدق أنه في عام 1881 عندما أقيمت اول مستوطنة يهودية على الأرض الفلسطينية العربية قد شكلت الآن امتدادا لدولة لا يستهان بها سواء اعترفنا بها أم لم نعترف ..

بدأت الحكاية بضرورة هجرة اليهود الى فلسطين ، وكانت الدعوات تنطلق عبر تعزيز انشاء مستوطنات زراعية وقرى يهودية زراعية على الرغم من اعتناقهم للمبادىء الصهيونية العلمانية الا انهم اصروا على التمسك بالزراعة ومن هنا بدأت الفكرة تلمع وتمتد ، فكان التمويل قائم على انشاء صندوق قومي يهودي يعمل على شراء آلاف الدونمات التي لا يمكن إعادة بيعها بل يتم توزيعها على المستوطنين لزراعتها والاعتناء بها ..(( وهنا محور الكلام بمعنى تعليم الإنسان حب الأرض حتى يضحي ويفنى من أجلها)) وهذا ما هو مغيب عنا تماماً نحن أصحاب الأرض الحقيقيين وقس على ذلك جميع الدول العربية

وعلى الرغم من أن الفكرة بدأت قبل الاتفاقية السرية التي جمعت بريطانيا وفرنسا لتقسيم سوريا الكبرى، وعرفت باسم معديها البريطاني مارك سايكس والفرنسي جورج بيكو، ووضعت الاتفاقية فلسطين تحت سيادة مشتركة للحلفاء لإعدادها للدولة اليهودية ، ثم عقب ذلك بعام وعد بلفور الموقع من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى اللورد الصهيوني روتشيلد لإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي على أرض فلسطين ، فبعد وعد بلفور بدأت الهجرات المنظمة وقامت بريطانيا العظمى بعمل جميع الاجراءات والتسهيلات اللازمة لتوطين اليهود في فلسطين ، حيث عملت على دعم المنظمات اليهودية لشراء الأراضي وتحقيق أعلى درجات الخدمة والتوزيع فيما يتعلق بالزراعة ومن هنا كانت النتيجة تعلقهم بالأرض التي فيها يزرعون ويحصدون ويأكلون من خيراتها ..

فهل لكم أن تتخيلوا أن الأرض التي أعطيت للمستوطن بالمجان أصبحت اليوم تحصد معجزات زراعية في علم الهندسة الزراعية على مستوى المنطقة بل وأكثر ، فهل لكم أن تتخيلوا انها حاربت التصحر والجفاف في مناطق غير صالحة للزراعة ، بل وقسمت المدن الفلسطينية كل وحسب تجاوبه مع التربة والظروف المائية ففي يافا على سبيل المثال يزرع القمح وهو السلعة الاستراتيجية التي لايبحث فيها العرب ولا يهتم بها وكانت آخر دولة تصدر القمح بكميات عالية جدا هي مصر واليوم مصر تستورد القمح ولا تعرف طريقه في التصدير ..

من كان يصدق أن مفهموم (إعادة إحياء الأرض من خلال العمل والزراعة ) كما يُمكن أن نقرأ في كتاب "دولة اليهود" لثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ، قد تحول من مفهوم السكن والعيش الى مفهوم التقدم وكسر حواجز المستحيل أمام كل الصعاب حتى وان كانت من أعماق الطبيعة ، وبعد النجاح بالزراعة بدأت المستوطنات العسكرية وتم تشكيل (الهاجانا) لتكون نواة الجيش الصهيوني ، ونحن لا ننكر حقيقة أن هذا الانجاز تم على حساب الشعب الفلسطيني وبعد قيامهم بعمليات التطهير العرقي للكثير من القرى والبلدات ، لكن متى تعقلون إلى أين حال العرب ؟!

فهل لك أن تتخيل حجم الألم الذي يعيشه الشعب العربي ، فأولئك القادمون مهجرين فارغين خالين الوفاض حققوا المستحيل ، ونحن العرب أهل الحضارات (بلاد الرافدين وبلاد الشام ودلتا النيل وغيرها ) ، نشكو من تصحر بلداننا من العقول النيرة التي تعمل هذه الدول على طردها وبالتالي هجرة العقول نحو الخارج لخدمة العلم الغربي الذي يصدر للعرب على شكل استهلاك وخدمات ..

إن غياب البحث العلمي والعلاقات الاقتصادية العربية - العربية ، وتحطيم القطاعات في الدولة العربية الواحدة يعد أمرا يقود للهدم لا للاصلاح ، فكما يعاني الذكي والمبتكر فالمزارع أيضا يساويه في المعاناة فالحكومة لا تدعم القطاع الزراعي ولا تحث على استصلاح الأراضي ، فذاك الكيان الصهيوني حقق اكتفاء ذاتيا ما يصل الى 95% من سلة غذائه ، ونحن ما زلنا نستمع لشكاوى المزارعين على ضرائب المواد الأولية ، واستيراد المحاصيل ، والأنعام من الدول المجاورة ، فأين وكيف ومتى سيحقق الانسان الأردني والعربي بشكل عام اكتفاءه وراحته وقيمته كانسان ..؟!

الدول العربية الوحيدة التي استفادت من هجرة العقول هي دول الخليج ، وأما البقية فاتجهوا لاوروبا واستراليا ..

فمتى ينتهي عداء المسؤول لوطنه ومواطنه ، عالما كان او صانعا او تاجرا او مزارعا ؟!
فجميعهم في بوتقة الاستنزاف وغياب الدعم يسيرون ..








طباعة
  • المشاهدات: 8028
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم