15-12-2008 04:00 PM
سرايا -
احفظوا الاسم جيداً: منتظر الزيدي مصوّر قناة البغدادية.. منذ الآن دخل في حدث في مثل هذا اليوم الرابع عشر من كانون الأول لعام 2008 أن عربياً حراً قام بتقديم مكافأة نهاية الخدمة لرئيس أمريكي وذلك بقذفه بالحذاء.. حقاً للإنسان من اسمه نصيب.. سلمت يداك يا منتظر.. فقد انتظرت وصبرت ونلت.. كان مشهداً أخيراً يستحق أن يعاد إخراجه فنياً لتوثيق كيفية خروج جورج بوش من سدّة البيت الأبيض عندما قام أحد الصحفيين العراقيين أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بوش والمالكي بعد توقيع الاتفاقية المخزية بقذف الرئيس الأمريكي المغادر بفردتي حذائه وهو على المنصّة.. ربما المشهد سريالي أكثر من اللازم.. لكنه أيضاً أقل بكثير مما يجب.. أذكر أنني قرأت عن لوحة تعبيرية سريالية لفان كوخ والتي لا تضم سوى مشهد ( البساطير) التي انتشلت من النهر الذي ابتلع هو والمعركة كافة الجنود أصحابها، فلم تنج سوى البساطير.. البساطير التي بقيت شاهدة على قسوة الإنسان بحقّ أخيه الإنسان، بل وبحق نفسه.. كما حفظ الموروث الأدبي حذاء سندريلا التي تمنت الجميلات أن يناسب مقاس قدمها لكي تحظى بالرقص مع الأمير.. ولا ننسى حذاء خروشوف الذي رفعه في وجه الإمبريالية من على منصّة الأمم المتحدة.. لماذا يقذف الرئيس الأمريكي من عربي عراقي بالحذاء؟.. عفواً يبدو أنني أخطأت السؤال.. ربما كان الأصحّ القول: وبماذا نقذفه إذاً بعد كل ما اقترفه؟.. حقاً ماذا قذفت ولا زالت تقذف علينا الأساطيل والبوارج الأمريكية.. ماذا ترسل علينا ألـ بي 52، وستيلث، وكروز، وإف 18، وباتريوت، هل انهالت علينا الورود والمعونات ودعم البنى التحتية والتنموية في بلادنا.. هل بنيت الجسور والأنفاق والمدارس والمستشفيات وحتى المصحات النفسية.. الرئيس الأمريكي يقذف بالحذاء في آخر زيارة للوطن العربي.. وكأنها بمثابة الطابع الذي يوضع على مغلف نهاية الخدمة له بعد ثماني أعوام من الحروب العمياء والهوجاء، الحروب التي أوصلت العالم إلى الحافة، إلى الفوضى العارمة، إلى الفرز الظالم للدول والشعوب بين محور الخير ومحور الشر.. ماذا قذف بوش على فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والباكستان.. كيف نقرأ ما تفعله مرتزقة بلاك ووتر في أزقة بغداد وحواريها.. كيف نستوعب ذلك الفائض من الإنسانية الأمريكية لتلك الطفلة العراقية ذات السبعة أعوام، والتي تم سرقة عيونها وبصرها بطلقة أو شظيةٍ عشوائية أو مقصودة من قبل الجيش الأمريكي.. وهل نسينا العامرية والملجأ الذي احتمى فيه ذات غزو أمريكي الأطفال والنساء والمرضى وكبار السّن، ليهديهم بوش رسائل من موت خسيسٍ ودنيء.. أين الفلوجة التي شهدت حرباً ضروساً أكلت أبناءها وبنيتها.. ماذا عن المليون قتيل بل شهيد قضوا في العراق منذ أن تعهد بوش بمنح العراقيين السلام والأمان.. أي عراق.. أيّ سودان.. أيّ لبنان.. أيّ صومال.. أيّ أفغانستان.. وأيّ فلسطين.. بوش قذف بالحذاء.. لكنه نسي أنه قذف على الشعوب العربية وطوال فترة رئاسته أطنان من الحقد والموت البشع والقذر.. نسي أنه لم ينج بيت عراقي من جريح أو معتقل أو شهيد.. هل أقول سلمت اليد لذاك الصحفي الذي لم يعد القلم بقادرٍ على التعبير.. لم تعد الكاميرا قادرة على متابعة تصوير المشاهد القميئة.. وإذا كانت لوحة كوخ وثقت أحذية الجنود الذين ماتوا.. فإننا لم نعد نملك سواها وإن كنّا أحياء.. أعتقد أن قذف الحذاء بوجه بوش يحمل دلالات رمزية كثيرة أهمها أننا لن نأسف على رحيله، بوش الذي استأجر بعض الصبية عام 2003 من أجل ضرب صور الرئيس الشهيد صدام حسين.. ها هو يتلقى ذات الفعل وبالمجّان.. هكذا ينتهي عهد بوش بوداع بالأحذية..ها أنا أستحضر ذلك البيت الشعري: ............ إذا ضرب الحذاء بوجهه صاح الحذاء بأيّ ذنبٍ أضرب جورج بوش: ارحل غير مأسوف عليك.. ارحل قبل أن تصل أيدينا لـ.... .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-12-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |