حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9237

الولاية العامّة، نقطة نظام !

الولاية العامّة، نقطة نظام !

الولاية العامّة، نقطة نظام !

15-12-2018 05:18 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
يكثر الحديث عن الولاية العامّة حتّى شاع جوٌّ يوحي بفقدانها لدى من يتولّاها .
و الحقيقة أنّنا سمعنا من رؤساء حكومات سابقين إمتلاكهم لها - صراحة أو ضمناً عبر بعض المحيطين بهم - و آخرون ألمحوا لعدم تمتّعهم بها و في هذا التّباين مؤشِّرٌ على أنّها متوفّرة دستوريّاً و تبقى العبرة بمستحقّها من حيث القدرة أو عدمها .
فالتّمكينُ منوطٌ بعنصرين لا ثالث لهما ، الأوّل نَصِّيٌّ و هذا ما تُعنى به القواعد الدستوريّة و ما تحويه القوانين و الأنظمة و التعليمات من صلاحيّات ، و الثّاني هو تمسّك صاحب الولاية بها أو عجزه عن التمسُّك بها .
و مردُّ التخلّي عنها خلال شغل الموقع أو التذرُّع بالمُعطِّلات بعد مغادرته يُردُّ لهدفٍ واحدٍ و هو البحث عن البراءة من أيّ أو كُلِّ تقصير كشمّاعةٍ خاسرة الرّهان نحو الشعبويّة .
فالولاية و الشعبويّة لا تتّفقان و لا تفترقان !
فمن يطالع النّصوص إبتداءً من الدستور و إنتهاءً بالتعليمات سيوقن حتماً أنّ جميعها تنظيميّةٌ من حيث الغاية عِقابيّةٌ من حيث الوسيلة ! و هذا ما يدفعُ بالمسؤول - بصرف النّظر عن مرتبته - لسلوك أقصر الطرق و أقلّها جهداً في سبيل تجنُّب الإحتكاك و الخروج بسلامٍ بعد مُضيّ أطول مدّةٍ ممكنة في الموقع بأقلّ الخسائر على الصعيد الشخصّي ، و هذا ما يؤدِّي به حتماً لإنتهاج وسائل الإسترضاء المحكومة بلدوائر الجغرافية أو العرقيّة و غيرها من الدوائر الضيّقة و المعروفة لدينا بـ " المحسوبيّات " .
رغم أنّ الأيّام أثبتت بأن إحترام القيادة و الشعب لنماذج بعينها من المسؤولين مرهونٌ بقدر جسارة ذلك المسؤول لدى قيامه بواجباته و تطبيقه للقانون دون تمييز بين الفئات و الطبقات ، و لم تكن الشعبويّة يوماً قائمة على التلكّؤ و الإحجام عن الواجب ، فما من بطولة في هذا !
أخيراً ، و مع كامل إحترامنا للمسؤولين على إختلاف طبقاتهم و مواقعهم ، ما من شخصٍ تعنيه الشعبيّة بقدر جلالة الملك فهو الرمز الأوحد و البقيّة موظّفون و إن علت بهم الرُّتب ، و مع هذا تجده يوجّه بخشونة حينما يلزم الأمر ذلك و يقيل المسؤول تلو الآخر و لا يمانع في أن يساق أيُّهُم إلى القضاء و السجن إن إستحق ذلك مهما حاز من أسرار الدّولة أو ظنّ أنّه يحوز ، فرغم ذلك لا يخشى الملك شيئاً و لا إعتبار لأيٍّ من المؤثّرات و الحسابات و مع هذا تزيد شعبيّته عند شعبه و لا تنقص فالحقُّ يعلو و لا يُعلى عليه .
ذلك النموذج خذوه و إقتدوا به علّكم تفلحون .
فالولاية متوفّرة دائماً لكن لمن أراد !
حمى الله الأردنّ قيادة و شعباً .








طباعة
  • المشاهدات: 9237
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم