15-11-2018 09:48 AM
بقلم :
سرايا - (قد أحببناه وبايعناه وزرعنا الراية في يمناه وحلفنا بتراب الأردن بأن يبقى والكل فداه .. )
في مثل هذا اليوم المصادف الرابع عشر من شهر تشرين الثاني ، ولد أب الأردنيين جميعا ، سيد الرجال وأغلاهم ، الاب الغالي ، والقلب الكبير ، والباني للدولة الأردنية ، إنه الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ..
تعود بنا الذاكرة لأيام الحسين الدافئة ، للزمن الجميل ، للألفة ، للحب والبساطة والوفاء على الرغم من كل التحديات التي كانت في تلك الفترة الا أنه استطاع أن يصل بالأردن إلى بر الأمان وأن يتجاوز كل المؤامرات ..
لقد ملك الحسين في قلوب شعبه محبة ما ملكها حاكم عربي من قبل ، فقد اتحد وانصهر بشعبه وكذلك الشعب ، فكان الأخ الكبير والأب العظيم والابن البار لأسرته ، والسياسي الذكي ، والدبلوماسي المحنك ، والحامي للقدس ، والمسالم بالعقل لا بالعاطفة ، كانت عاطفته ومحبته لشعبه ، وحصافته وعبقريته في عمله كملك ودبلوماسي وصانع سياسة وباني وطن ومانع هذا الوطن من الانزلاق في مهاترات واصطدامات ..
هذا الرجل رحمه الله ؛ حقق توزانا منقطع النظير ، فقد تجد الحاكم القوي لكنه مستبد ، وقد تجد الحاكم حنونا لكنه غير عملي ، الا أن الحسين كان الحنون والعادل والحاكم الذي يعالج القضايا بالهدوء والحكمة ، وهو الملك الذي كان حين يزور المدن تعج الشوارع بأبناء شعبه ولمثل هذا المشهد في ذلك الوقت ما لم يحظى به رئيس عربي آخر ..
الحسين الذي بكته قلوبنا قبل عقولنا وصغيرنا قبل كبيرنا ، وطفلنا قبل شيخنا ، هو حالة لا ولن تتكرر ، ورمزا من رموز الأمة العربية الخالدة في سجلات التاريخ البيضاء والمشرفة والنقية ، وعبقري الشرق الأوسط الذي لا يعرف الاستسلام والبارع في خلق الحلول ..
كان الحسين حليما هادئا ذكيا متعدد المناقب الطيبة ، رسم بذاكرة الأردنيين طوال حكمه لما يزيد عن - أربعة عقود ونصف - مواقف مشرفة بشكل مباشر (كتعامل عن قرب) وبشكل غير مباشر ، كان دوما عند حسن ظن شعبه به ، لا ولم يخذلهم أبدا ..
أن تمتدح حاكما على رأس حكمه قد يثير في نفوس الكارهين شكوكا بل وقد تتحول الشكوك لنقاشات فحواها إلصاق الأوصاف العبثية والسطحية "كالتسحيج" ، لكن أن تظل تستذكر حاكما ارتقت روحه لبارئها منذ سنوات هذا ما يسمى الوفاء والحقيقة الصادقة والمحبة الخالصة والانتماء الحقيقي لملك مميز وحالة فريدة من الانسانية التي تجد نفسك مقصرا إذا ما ذكرتها وعاجزا أمام وصفها وضعيف الانتماء اذا ما حدثت عنها الأجيال ..
رحم الله الحسين بواسع رحمته وسدد على طريق الحق خطى نجله المعزز الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ..
وستبقى في قلوبنا ما حيينا يا ملك القلوب ..