حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,1 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8600

عجائب وطني البلد الأفقر مياه بالعالم يغرق شعبه فيها

عجائب وطني البلد الأفقر مياه بالعالم يغرق شعبه فيها

عجائب وطني البلد الأفقر مياه بالعالم يغرق شعبه فيها

10-11-2018 08:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العميد المتقاعد هاشم المجالي
لن أتحدث مع الحكومة عن السيول التي اجتاحت ثروات الأردن وجرفتها إلى بطون بحار الفاسدين، كذلك لن اتكلم عن الإنجرافات التي جرفت الشعب الأردني العزيز إلى مراحل جعلتهم يبحثون عن ارزاقهم من تركة الأموات، ليعتاشوا عليها، وصاروا يبحثون عن الواجهات العشائرية ليس لإستثمارها وإنما لفرزها وبيعها ليسددون ديونهم المتراكمة عليهم للبنوك وللمحال التجارية ولشركة الكهرباء والمياه أو ليزوجوا أبنائهم وبناتهم أو ليعلمونهم .
الأردن البلد الأفقر بالعالم بوجود المياه يغرق أبناءه بالمياه للمرة الثانية خلال شهر و بعد العشرات من المرات في ماضيه !!
غريبة وعجيبة والله أن نخسر مواطنين غرقوا بالمياه نتيجة استخدامهم الطرق أو مكوثهم بمنازلهم او متوجهين إلى منازلهم بالطرقات الرئيسية أو بالأماكن السياحيةوتزهق أرواحهم أو يفقدوا ولا يتم العثور عليهم بسبب غرقهم بالمياه في البلد الأفقر بالعالم بالمياه.

أود أن أعطي هذه الحكومة درسا في الجغرافيا برغم أننا في قمة عصر التطور العالمي للتكنولوجيا وأدواتها، ولكننا لنرجع للدول التي كانت تحكم الأردن بالماضي (الخلافة العثمانية وما قبلها ) والتي لم تكن تمتلك وسائل أو علوم التكنولوجيا التي نمتلكها الآن ،لكنهم قد أدركوا أن الأردن يحتاج في جغرافيته إلى جسور وانفاق وعبارات وتحويل مسارات طرق للدواب وعرباتها ، فالسيول والبرك ومجاريها موجودة بالأردن من قديم الزمان ، وحالة عدم الاستقرار الجوي المناخي كانت أيضا تحدث في زمانهم ، ولم يكن لديهم مراكز تنبؤات وارصاد جوية وإنما كانوا يستشعرون الأجواء من السوابق التاريخية، أو من بعض الضواهر والدلائل التي يشاهدونها ويبنون عليها حرصهم وحذرهم لتفاديهم هذه الكوارث.

من يراجع جغرافية الأردن الجبلية يشاهد مجاري السيول الآنية ، كذلك هناك العبارات والانفاق العثمانية التي بنيت عليها لتفادي السيول والانجرافات حيث تم تشييدها بطرق بدائية وبدون عطاءات تلزيمية، ولكنها كانت باحترافية جعلتها صامدة لغاية هذه الأيام.
يا أيتها الحكومة النجيبة العجيبة أن وجود مسارات هذه السيول والبرك والعبارات وابتعاد القصور والقرى والمخافر القديمة عنها يفقدكم عنصر المفاجئة مما يحدث اليوم من نتائج حالة عدم الإستقرار الجوي،
ألم تسمعوا بعبارات سعد ابلع وسعد الذابح والمربعانيات الناشفة والماطرة والخماسينة وعشرة السم وعشرة الدسم.
ألم تشاهدون أنكم شيدتم الطرق والجسور وبعض المؤسسات والتجمعات السكانية على مجاري هذه السيول أو بالقرب منها ، ألم تعرفوا أن البتراء والعقبة ووادي موسى والأغوار حصدت الكثير من الأرواح نتيجة الفيضانات التي كانت تجتاحها ولغاية الآن تحصد الأرواح ، وأنتم لا زلتم لم تكلفوا أنفسكم للقيام بدراسات جغرافية تؤدي إلى عمل مصدات وتحويلات وعبارات أرضية كان قد عملها من سكن هذه الأرض قبل قيام الدولة الحديثه ونجحوا فيها وأنتم للأسف ولغاية هذه اللحظة ما زلتم تطرحون العطاءات الألزامية في بناء جسور وطرق وعبارات هشه لذوي النفوذ من النواب وأبناء أصحاب الدولة والمعالي المعصومين عن المحاسبة على اخطائهم بحق الدولة والوطن وقيادتها ولا زالوا هم يغشون بالدراسات والمواصفات والمقاييس ولا يحاسبون لأنهم شيعة المتنفذين من الحكام وانسبائهم واقربائهم .

ألم تشاهدوا القلاع الموجودة أين شيدت وما الذي يحيط بها من وديان وعبارات مياة ومصدات مائية، ألم تشاهدون مواقع القصور الأموية والعباسية الصحراوية أين شيدت في الصحراء وما الذي يحيط بها من احتياطات احترازية لحالة عدم الإستقرار الجوي التي نعيشها الآن .
إن وصف حالة عدم الإستقرار الجوي و المناخي الآن على أنها كوارث لا يمكن توقعها أعتبره قمة بالغباء أو الاستخفاف بعقول الناس.

ولكن الله رب العالمين عالم بحالتنا بالأردن من فساد وظلم وعهر اجتماعي وسياسي واقتصادي، فلا نحن نطبق شرع الله في الأرض ولا ايضا نحن نطبق القوانيين الوضعية التي شرعها الناس للمجتمع .فماذا تتوقعون من الخالق الذي خلق الناس ليعبدوه ويستخلفوه بالأرض بإقامة العدل بشرعه أو بأي شرع يؤدي للعدل والإنصاف، أن الله ينصر دولة كافرة تقيم العدل في سكانها وارضها ولا ينصر دولة مؤمنة أو حتى مسلمة لا تقيم العدل والمساواة وينتشر الظلم فيها .
إن ألله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكما نكون نحن يولى علينا، فالعلة منا وفينا فإن تغيرنا للأحسن تغيروا وجائنا الأحسن وإن بقينا على ما نحن عليه بقوا هم على ما هم عليه .
إلى متى سنبقى هكذا يا رب العالمين، إنما اشكوا إلى الله وابث له همي وحزني على وطني

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي.








طباعة
  • المشاهدات: 8600
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-11-2018 08:40 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم