23-10-2018 03:03 PM
بقلم : العميد المتقاعد هاشم المجالي
قضية المعارض السعودي تتصدر الإعلامي العالمي، كما أن قناة الجزيرة انتصرت لقطر من السعوديه حيث وظفت 24 ساعة من التغطية الإعلامية على منزل القنصل السعودي والقنصلية في إسطنبول.
لو كنت محققا في هذه القضية لحضرت الى ذاكرتي مجموعة من الأسئلة التحقيقية التي قد توصلني إلى حقيقة مقتل الخاشقجي وهي كالتالي :
1-لماذا حضر الخاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يذهب إلى غيرها من دول أوروبا واميركا وهو لاجئ سياسي.
2-ما هي الضمانات التي حصل عليها لحضوره وممن هذه الضمانات ومن يعلم عن حضوره.
3-خطيبته التي احضرته أو حضرت معه لماذا لم تعلم السلطات التركية أو الأمريكية عن هذه المراجعة قبل دخوله القنصلية .
4-لماذا لم يتم إشعار غير خطيبته بهذه المراجعة واذا كان هناك جهات أخرى من هي وماذا عملت له من تحضيرات
5- يجب البحث في مذكراته وتلفوناته وكل المحيط به قبل حضوره لتركيا وبعد حضوره.
أما بخصوص الجناة الذين ارتكبوا الجريمة فعادة تكون جرائم التصفية من خلال خلايا أو مافيات مفصولة التواصل مع الجهة الراغبة بالتصفية.
كذلك الوفيات تكون من خلال التعذيب وليس من خلال التفاوض، فالرواية السعودية التي تدعي بأن القرار المتخذ بتصفية الخاشقجي قرار على مستوى الضباط الصغار أو جهاز الإستخبارات هذا يكون في دول أوروبا وأمريكا ولكن في الدول العربية لا تحدث الوفيات الخاطئة إلا أثناء استخدام العنف والتعذيب مع المتهمين وبعد مدة زمنية لا تقل عن أيام وليس خلال ساعات من التحقيق أو التفاوض كما كانت الرواية السعودية.
الآن الكل يعرف بأن هناك أركان جريمة متوفره مكانها إما في القنصلية السعودية أو في منزل القنصل السعودي، ويوجد هناك إعتراف صريح وواضح من الجانب السعودي بالجريمة ولكن محل الجريمة مفقود المتمثل بجثة الخاشقجي وكذلك أدوات الجريمة التي استخدمت غير معروفه.
ومن خبرتي أن أدوات الجريمة التي استخدمت قد عادت مع الوفد السعودي وهذا صعب الوصول إليها أو الحصول علية، ولكن محل الجريمة المتمثل في جثة المجني عليه إذا تم اخفاءه في تركيا فإنه عاجلا أم آجلا سوف يعثر عليه، ولكن إذا تم ترحيل جثة المجني عليه إلى السعودية من خلال تقطيع اوصاله وإستخدام الحقيبة الدبلوماسية في نقله ، فإن أركان سوف تبقى ناقصة والغموض سوف يبقى مسيطرا على هذه الجريمة التي ستصنف كغيرها من جرائم الاغتيالات السياسية التي حصلت لمارتن لوثر كينج وجون كينيدي والإمام الشيعي الصدر.
إن كل العالم اليوم كان يتطلع الى خطاب الرئيس التركي أمام مجلس نوابه لكشف الحقائق الغائبة و الأدلة التي تثبت تورط القيادة السياسية السعودية وخصوصا محمد بن سلمان بمقتل الخاشقجي ، ولكنني كمحلل لهذا الخطاب وكما توقعت سابقا لهذا الخطاب فإن هناك صفقات سياسية وحيوية لتركيا مع أميركا أولا لإنهاء أزمتها الإقتصادية وإعطائها دور أكبر في موضوع النزاع السوري ،كذلك مصالح حيويه لتركيا سوف تحصل عليها مع الحكومة السعودية .
وأخيرا إن قضية الخاشقجي لن تتعدى قضية الإمام الصدر من حزب الله اللبناني مع القذافي إبان حكمه لليبيا ، أو أغتيال مارتن لوثر كينج أو جون كينيدي كجرائم مجهولة، وسوف تسيطر على حقائقها
الصفقات السياسية والحيوية للدول لتبقي حالة الغموض تكتنف جريمة قتل الخاشقجي إلى أن تتغير بعض الأنظمة الحاكمة في هذه الدول الثلاث وتفك شيفرات حقائقها.