01-09-2018 03:52 PM
سرايا -
بائع الترمس أبو أحمد الشغل الشاغل للحكام الاداريين في لواء الهاشمية لا يملك أجرة الطريق من الهاشمية الشرقية حتى مكتب متصرف اللواء ولا يملك ركوب طائرة والهروب الى الضاحية الجنوبية في بيروت أو هافانا في كوبا ولا يعرف متنفذين في الدولة ولا يقوى على تغيير اسمه ولا يحتاج لتعميم على الانتربول فهو مسالم جدا ولا يملك سوى قليل من الترمس يقف به عند الاشارة الضوئية.
كل خميس أصبح أبو أحمد بائع الترمس على موعد مع طلب ليمثل أمام حاكم لواء الهاشمية الإداري وممثل جلالة الملك بتهمة البيع على الإشارة الضوئية مادة الترمس التي يصنعها في المنزل هو وابنته.
وكل خميس أيضا أصبحت ابنته على موعد مع الذهاب لكفالة والدها الذي ينفق عليها وعلى أبنائها بعد أن تركها الزوج واختفى، فأصبحت تكاليف الحياة يئن من وطئها من يملكون المال فكيف من يفقده.
سرايا وبتكليف من ناشرها هاشم الخالدي أوفد مراسلا متخصصا لقضية أبو أحمد وجال في لواء الهاشمية ليتعرف على أن هذا اللواء انتهت من الكبائر لبدء حساب الصغائر، ليجد المراسل الملاحم تذبح على قارعة الطريق والدم والجلود أمام المارة مكرهة صحية، واعتداء للمحلات على حرم الشارع وبسطات الخضار تأكل من الشارع العام والاصطفاف المزدوج على الإشارة الرئيسية ناهيك عن سيارات الأجرة التي تحتل الشارع وتضيق على المارة خاصة الإشارة الضوئية.
كل هذه القضايا لا يجرؤ المتصرف بمكتبه الوثير والمكيف على اثارتها لكنه ينتظر يوم الخميس لإحضار أبو أحمد وتكليفه عناء الوقوف حتى ينظر المتصرف في أمره.
غدا سيمثل أبو أحمد امام متصرف اللواء سيكتب تعهدا يعود الى المنزل يجلس ينتظر ثمنا لشراء كسرة خبز لابناء بنته، لا يقوى على الخروج يضيق صدره حرجا من طلبات الصغار فيخرج مرة أخرى مدفوعا بالحاجة والفاقة فليس له راتب يكفيه ويحميه من شظف العيش.
كان من المأمول أن يتعامل المتصرف والسلطات في الهاشمية بطريقة أكثر انسانية وحل مشكلة خروج أبو أحمد الى الشارع على الأقل عدم التعامل معه بهذه الطريقة.
حتى اللحظة لا حلول تستحق الذكر سوى أن أبو أحمد على موعد مع الاعتقال كل خميس وأحد.