26-08-2018 09:22 AM
بقلم : العميد الركن"م" الدكتور فالح فرحان العوايدة
الغلو أو التطرف في اللغة معناه(الوقوف في الطرف) بعيداً عن الوسط , ويعبر عنه في لسان الشرع بعدة ألفاظ ( الغلو ـــ التنطع ــــ التشدد ــــ التطرف ـــ الانحراف الفكري), والغلو على الرغم من أنه موقف فكري في غالب الأحيان إلا انه أصبح مند ستينات القرن الماضي مرادفاً للعنف المنظم والتخريب الجماعي ....وظهرت جماعات تبنته كمنهج ومعتقدات لكي تفرض تغيراً جوهرياً على النظام الاجتماعي بالإكراه...
تواصلت موجة العنف ونشطت بشكل خاص جماعات عنف تسترت برداء الدين الاسلامي, وظهرت مجموعات تكفر الخارجين عن أفكارها ويجرموا على أن من خالفهم قد خالف الدين الصحيح وهدا ليس من الاسلام في شيء جملةً وتفصيلاً لان الأصل في الاسلام هو السلام, واستخدام القوة أو العنف لا يكون الا في حالات الدفاع عن العقيدة أو الوطن أو العرض.
الاسلام يرفض الغلو والتطرف بكافة أشكاله سواء كان في العبادات أو الأمور المعيشية للمسلم, وقد نهى الله في اكثر من موقع في القرآن الكريم عن الغلو والتطرف ...يقول سبحانه وتعالى(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ).سورة المائدة الآية77.
ومن أهم أسباب الغلو هو ضعف التأهيل الديني ويأتي في مقدمة الاسباب التي تدفع الكثير من الناس وخاصة الشباب الى التطرف والغلو والانخراط في تنظيمات فكرية متطرفة لا تتورع عن القيام بأعمال اجرامية باسم الدين الحنيف...لمجرد ان " امير الجماعة" قد أفتى بشرعية اعمالهم التخريبية وأمرهم بتنفيذها , هده الطاعة المطلقة التي تستند الى التبعية العمياء ..هي الأساس في اندفاع الغلاة لهلك الحرث والنسل من حولهم دون أن تتوقف لتراجع أو تتدبر أو تتساءل...
ولا شك أن الغلو ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا العربية والاسلامية بشكل عام وعلى المجتمع الاردني بشكل خاص...ولدلك يجب التصدي لها ومحاربتها بشتى الوسائل خاصة مع تحولها الى العنف والارهاب الدي يقوض الأمن الوطني أي تأثيره على أمن المجتمع وأمن البلد واستقرارها, حيث وصلت شراره الى مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واخيراً ان هده الظاهرة تعود الى تمرير أفكار ساذجة عبر عقول جامدة وهادفة الى أمور خطيرة تمس اركان الدولة عبر وسائل الاتصالات المختلفة ومنها شبكات التواصل الاجتماعي.
حمى الله الوطن والقوات المسلحة والاجهزة الأمنية من كل مكروه
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا