سرايا - صدام المشاقبة - تصوير -حمزة الدعجة - بات مركز الحسين للسرطان قصة نجاح علمية وطبية كتبتها سواعد الاردنيين، بعزمهم وإرادتهم وتصميمهم ليصبح المركز صرح طبي متميز ليس له مثيل في الشرق الاوسط، يقدم أفضل الخدمات الصحية لمرضى السرطان، الذي لم يعد "مرض الموت" كما كان يسمى سابقاً بفضل التطور الطبي وأرتفاع مستوى الخدمة العلاجية.

"سرايا" التقت مدير المركز الدكتور عاصم منصور لسرد و رواية تفاصيل هذه القصة، ليستهل منصور حديثه عن آمله بان يتحول مرض السرطان خلال السنوات القادمة الى مرض مزمن يمكن التعايش معه، لافتاً الى ان تطور العلمي في مجال محاربة السرطان يحقق تقدماً سريعاً في كل عام.

وبيّن منصور ان نتائج علاج مرض السرطان شهدت تحسناً كبيراً، لافتاً الى ان 70% من الاطفال المصابين بالسرطان يشفون من المرضى بشكل كامل، بينما 90% من الاطفال المصابين بسرطان الدم يتجاوزوا المرض ويشفون تماما.

وردا على  سؤال "سرايا" حول سر نجاح المركز، أوضح منصور أن السر يتمثل بامتلاك جميع عناصر النجاح، حيث استطاعت إدارة المركز الدمج بين العامل البشري والالي، ، بعد ان تم تدريب وتأهيل الكوادر الصحية للمركز، وتوفير أفضل وأحدث الاجهزة الطبية في التشخيص والعلاج، مضيفاً ان ادارة المركز عملت على إيجاد منظومة ونظام يربط بين العاملين البشري والآلي بحيث ينفذ العمل بشكل منظم ودقيق لتوفير أفضل رعاية صحية لمرضى السرطان من اجل تخفيف معاناتهم وانقاذ ارواحهم.

وأشار الى ان مستوى الوعي لدى المواطن الاردني حول مرض السرطان شهد أرتفاعا كبيرا خلال السنوات الماضية، موضحاً ان برامج وحملات الوقاية والكشف المبكر هي من أحد أهم المحاور والمهام التي تقودها مؤسسة ومركز الحسين للسرطان.

 وحول الية تحويل المرضى المركز وتضارب القرارات الحكومية المتعلقة بالية تحويل المرضى، أجاب منصور ان المركز يعاني مؤخراً من ضغط كبير بسبب عدم وضوح الية واسس تحويل المرضى، مشدداً على ضرورة أعتماد أسس والية واضحة في تحويل مرضى السرطان الى مركز الحسين، لتجنب تحويل إعداد من المرضى تفوق طاقة المركز الذي يتسع لـ 350 سرير علاجي.

واشار د. منصور الى ان التضارب في القرار الحكومة يحمل المركز أعباءا تفوق  طاقته ويعيق وضع خطط مستقبلية له، مؤكداً على ان وضع اسس واضحة لتحويل المرضى ينظم العمل ويمكن كوادر المركز من تقديم أفضل خدماتها الطبية.

ولفت منصور الى ان مؤسساتنا الطبية كـ الخدمات الطبية الملكية ومستشفى البشير الحكومي و مستشفى الملك عبدالله المؤسس تقدم خدمات صحية متميزة ايضا، وأن تلك المؤسسات لديها كوادر طبية على مستوى عالي جداً من الكفاءة والمهنية، منوهاً في الوقت ذاته الى ان بعض انواع السرطان تستوجب تحويلها الى مركز الحسين بسبب خبرة المركز واختصاصه بهذا المرض.

وعن الخطط المستقبلية، أشار منصور الى ان إدارة المركز تدرس استحداث الحراجة عبر "طبيب الروبوت"، وهو عبارة عن رجل آلي يقوم بتنفيذ العمليات الجراحية بدقة متناهية، حيث تفوق دقة تنفيذه للعملية الجراحية الانسان العادي، مشيراً ان الطبيب العادي يقوم بتقديم الاوامر "للطبيب الروبوت" عبر جهاز الكومبيوتر وينفذ الروبوت الاوامر بدقة عالية جداً.

وأشار منصور الى ان مركز الحسين لديه عدد من الكوادر المدربين والمؤهلين للتعامل من ا"لطبيب الروبوت"، ولديهم خبرة في التعامل معه اثناء عملهم السابق في الولايات المتحدة الامريكية.

وأضاف منصور ان المركز يسعى للاستثمار بالاشعة العلاجية عبر شراء أجهزة حديثة، داعياً المؤسسات الوطنية في القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية الكبرى للتشاركية مع المركز من اجل الارتقاء بمستوى الخدمات ومحاربة هذا المرض.

وقال منصور أن معدلات الاصابة بالسرطان في الاردن ضمن المعدلات العالمية، لافتاً الى انه تم تسجيل  أصابة "8300" حالة في الاردن خلال السنوات الثلاث الماضيه ، من بينها "5600" مواطناً أردنياً,

وتابع منصور ان ادارة المركز تسعى لتقديم خدماتها لمرضى السرطان في المحافظات عبر تشاركية مع القطاعات الصحية، بحيث يتم تخصيص أسره لمرضى السرطان في المحافظات، وتقديم  الرعاية الصحية لهم اضافة لتقديم  الاجراءات الروتينية التي يحتاجها مرضى السرطان "كاعطاء جرع الكيماوي،و اجراءات الفحص، وسحب الدم" في محافظاتهم من اجل تخفيف معاناة المرضى الذين يجبرون على الذهاب للمركز في عمان بشكل دائم.

وأوضح ان المركز يستطيع تدريب وتأهيل عدد من الكوادر الطبية العاملين في المحافظات، ليتم تقديم الخدمات لمرضى السرطان هناك، وهذا سوف يكون لها اثر ايجاب وتخفيف من معاناة المرضى في محافظات المملكة المختلفة.

ودعا منصور في ختام حديثه الى ضرورة الوقاية من المرضى عبر الابتعاد عن مسبباته الاساسية مثل التدخين والمشروبات الكحولية، والبدانة، والمواد الحافظة.