19-08-2018 09:13 AM
سرايا - يعد مشعر منى والذي تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16,8 كم2 من أكبر المشاعر المقدّسة احتضاناً للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، ويقضي الحجاج فيه اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو يوم التروية، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ولمشعر منى مكانة تاريخية ودينية؛ به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة الثانية عشرة من البعثة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بيعة العقبة الثانية في حج العام الـ13 من البعثة، حيث بايع الرسولَ صلى الله عليه وسلم 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، كما يشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد الخيف.
وقد بنى الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل ثبير قريباً من شِعب بيعة العقبة؛ إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى المدينة المنورة، كما نزلت بها سورة المرسلات؛ لما رواه البخاري عن عبدالله رضي الله عنه قال: "بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات)، وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها".