بقلم : رايق المجالي

الأردنيون يبدعون في الكتابة الساخرة السياسية ، ومنهم من يكتبها بحرفية والأغلبية يبدعون بالفطرة وبعفوية ، والمهم أن الشعب الأردني في هذا المجال حالة فريدة لم يسبقه إليها أي شعب على وجه الأرض .
..والسخرية عند الأردنيين أداتهم للتعبير عن (غلهم ) وغضبهم مما يقترف بحقهم وخلف الأبواب والمايكروفونات المغلقة ، لكنها كلما تعاظمت لا يعني ذلك أنها تنفس غضبهم أو تقلل من الغل الذي يتنامى في الصدور نتيجة الإستهتار الذي يقابل به هذا الشعب العظيم الصابر .
..والخطير في الأمر ان سطحية التفكير عند ذلك التحالف الطبقي بين المال والسلطة (الدولة العميقة ) والسخرية من سخرية الشعب وعدم الإكترات والإستهزاء ، هي في الحقيقة المرجل الذي تشتعل فيه سخرية الشعب وتطبخ ، وتشكل ذهنية عدم الإكتراث واعتبار هذا الحنق والغضب الساخر مجرد زوبعة فنجان وظاهرة عابرة فوق ذلك انسدادا للأفق وفسحات الأمل ، الأمر الذي يمهد لإنفجار لا يعلم أحد توقيته ولا تستطيع أية مناورات وتحالفات تجنب نتائجه الكارثية وخصوصا على هذا التحالف الطبقي المقيت .
..هذا الشعب أظهر في كل المواقف وعلى مر زمن الإسفاف والانحدار أنه شعب برغم قدرته الجبارة على الصبر حبا في وطنه ، أنه شعب ناضج بالقدر والكيفية التي تجعل سر قوته في تدرجه في رفع سقوف مطالبه .
..وخلاصة القول نوجهها (للمستأمنين) على فسادهم وطغيانهم : اذا رأيت انياب الليث بارزة ..لا تحسبن الليث يبتسم .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا