بقلم :
سرايا -

و قيل إنني غبت عن نفسي ..


بالأمسِ .. حين كان الظلام دامسٌ .. فلا قمر بشرفتي جالسٌ ..

واعدتها على ضفة النهر لنلتقي و العين قد تململَتْ .. من ضيفها تثاقلَتْ ..

ملَّ الانتظارُ مني .. فإذا بها أقبلَتْ .. و عيني لما فيها أسقطَتْ ..!


أن تواجه نفسك بعد غياب طويل و أنت الآن الضعيف الهزيل ..

أن تخيِّب ظنك فيك .. فأنت من كنت القوي النبيل .. ترتب كلمات اعتذارك .. فاذا ناظرتْكَ علي وقع ضوء النجوم على نهر اللقاء .. نسيتَ اعتذارك الجليل ..
أن تغيب عن نفسك ذلك الغياب الطويل ..
تفكر لتعود مجددا .. فلا تتجرأ .. فإنك والله و إن عدت .. فلن تجد حينها لنفسك أيَّ سبيل !


ثم ناظرتُها .. فرأيت مدى الجمال الذي كان يغشاني ..
صافحتُها .. و تصادمت عيني بعينهيا ..
أدركت حينها كيف تشع العين بالقوة و الثبات ..
و إذ بعيني تلازم ألارض .. خجلا من نفسي !
كيف يمكنني أن أبرر لها حالي .. ؟!
و بأي كلمات الأسى قد تنعيني .. ؟!
كيف أخبرها بما وصل اليه قلبي .. ؟!
فإن توقفت نبضاته الضعيفه يوما من أيام بكائي المتكرره ..
أكون قد قتلت نفسي ..!
و ها أنا أمامها و بكل ضعف .. أعود و أبكي ..!


بالأمس .. غادر القمر مجلسي .. معتما وحيدا حزينا ..
فكان قد سئم مني هو أيضا ..
بالأمس ..
صارحتها بمقدار ضعفي ..
و تلك الحاجه التي رُميت في ظلالها ..
و ذلك الكبرياء الذي بات مشوها ..
أخبرتها عن غربتي ..
عن شوق يجلب بكاء مطوَّلا ..
و عن ألم يُحدِث في القلب بكاءً آخرا ..
بالأمسِ .. حدّثتُ نفسي ..
عن قمر قلبي ..
و كيف غاب عني ..
فغِبْتُ بغيابه عن نفسي ..!

بقلم الكاتبة : هديل عبد الفتاح

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا