سرايا - لم يك يشغل بالي,في الثاني من نيسان عام 2007,وطوال الطريق إلى بيتي بعد لقاء شرّفني به جلالة الملك سوى تلك المفردات العفوية,الصادقة التي قالها جلالته خلال اللقاء,والتي فسرت رغبة الملك العارمة بضرورة أن يقتدي الوزراء,والمسؤولين بالزيارات الميدانية التي يقوم بها جلالته كي يتحسس عن قُرب أوجاع,وهموم الناس.
واليوم هو السابع والعشرين من كانون ثاني عام 2011,وهذا هو الملك يعبر قرية نائية اسمها"ثغرة" والتي لا يزيد عدد سكانها عن 300 نسمة!,وقبل"الثغرة" كان جلالته يطرق أبواب قرية"الهاشمية"في لواء"الحسينية"باحثاً عن مُعذبيها! -تُرى ما الذي تغير منذ 2007 وها نحن في ال 2011؟!
-هل سيبقى الوزراء يتنعمون في دفئ مكاتبهم ذات الأرائك الوثيرة ولا يملون من دلق العطور الفرنسية الأصلية وليست المُقلدة على ذقونهم,وياقات قمصانهم صبيحة كل يوم يحمل فيه لهم سواقوهم حقائب مليئة بأوراق لا تمت للهم الشعبي,ولأمنيات المواطن المصهور على نار!,بينما هم مشغولون بانتقاء ربطات عنق يزيد ثمن الواحدة منها عن راتب مواطن تعداد أفراد أسرته ربما خمسة,أو ستة أو يزيد؟!.
-تُرى ما المشاعر,والأحاسيس التي تعتري أحد وزراء الخدمات حينما يقرأ,أو يسمع مثلنا نبأ قيام جلالة الملك بزيارة إلى القرية هذه أو تلك؟! ألا يخجل الوزير؟!.
ألا يشعر بوخز ضمير خاصة أنه قبض راتبه قبل أيام قليلة؟!.
والله هذا هو العيب,ووالله لو كنت وزيراً لأقمت لي خيمةً في العراء بين مُعذبي الأرض,وأما إن تعذّر عليّ ذلك بسبب طراوة جلدي,وتحسسي من قسوة المكان لتقدمت باستقالة فورية خجلاً من ملك أراد أن يوصل لي رسالة,لكنني ولسؤ طالعي أبهرني لقب معالي فما عُدت أُحسن القراءة!!!.
جهاد جبارة
jihadjbara@saheelnews.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا