حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12217

رجال ولا كل الرجال

رجال ولا كل الرجال

رجال ولا كل الرجال

28-04-2018 09:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
بكل شغف وافتخار بقيت اتابع شهادات ، جنود بل ابطال ، من افراد الجيش العربي الأردني ، يتحدثون من خلال برنامج تلفزيوني عن ذكرياتهم ومشاركاتهم في حرب فلسطين العام 1948 .
هؤلاء الابطال اقلهم عمرا اليوم شارف على التسعين ، الغريب ان لديهم ذاكرة قوية ، في احاديثهم تجد ادقّ التفاصيل في وصف المعارك وسيرها في كل مواقع الشرف والبطولة ، بالرغم من قلة السلاح المتوفر لديهم ، مقارنة بما كانت تملكه العصابات الصهيونية من اسلحة حديثة ومتطورة ، واطنان من العتاد ، كيف لا ، وبريطانيا العظمى التي كانت منتدبة على فلسطين ، تركت لهم كافة اسلحة جنودها بمجرد انتهاء الانتداب، دون وجه حق ، في تحيّز ظالم ، لم تراع الاخلاق الكريمة ، والأعراف العسكرية ، التي تقضي المحافظة على حقوق المواطنين الواقعين تحت سلطة الانتداب .
مما ذكره هؤلاء الابطال عن سير المعارك ، ان اليهود كانوا جبناء ، على الرغم من كثرة السلاح الذي كان بايديهم ، بيد ان افراد الجيش العربي الأردني واجهوهم بكل شجاعة واقدام من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع ومن حارة الى حارة ، فكان المقاتلون الصهاينة يهربون تحت وطأة نيران الجيش العربي الباسل ، الذي هب للدفاع عن القدس وفلسطين ، بأوامر صريحة من المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول الذي كان يوصيهم بالقدس والمقدسات ، مهما بلغت التضحيات ، واستطاعوا فعلا الحفاظ على القدس الشرقية ،بمقدساتها الاسلامية والمسيحية ، الى ان سقطت بسقوط الضفة الغربية في الخامس من حزيران العام 1967 .
ثمة حقيقة ذكرها هؤلاء الابطال ، الكثير من ابناء شعبنا هذه الايام يجهلونها ، وهي لما قامت سرية من الجيش العربي بالدخول الى احد احياء مدينة القدس لتطهيرها ، واجهت نيرانا كثيفة من افراد العصابات الصهيونية ، استشهد عدد لا باس به من افرادها ، فهؤلاء مكشوفون ويتقدمون خطوة خطوة ، في حين الصهاينة مستحكمون في مواقع محصنة ، ويطلقون النار على اي هدف متحرك ! فما كان من جنودنا ان اخبروا القائد عبدالله التل رحمه الله ، بتطورات المعركة ، فارسل اليهم سرية اخرى بكامل اسلحتها ، حينها ارتفعت وتيرة الضغط على المقاتلين اليهود ، وطلبوا منهم بمكبرات الصوت الاستسلام ، فراوغوا كعادتهم ، الأمر الذي دفع ضباط وجنود الجيش العربي ، صب جم نيرانهم على على مواقع العدو التي تنطلق منها النيران ، الى ان جاءتهم الأوامر من قائدهم الفذ عبدالله التل ، بوقف اطلاق النار !قالوا تملكتنا الدهشة ، فاذا بمجموعة من الحاخامات اليهود استطاعوا ان يصلوا الى موقع القائد العربي ، رافعين اعلاما بيضاء خشية التعرض للنيران ، واعلنوا الاستسلام ، مقابل سلامة كافة افراد الحي اليهودي المحاصر، من رجال ونساء وشيوخ .
فكانت اوامر القائد عبدالله التل ،حسب الاتفاق ، ترك النساء والاطفال والشيوخ والمرضى والمصابين ، بمغادرة المكان ، ثم قام بأسر كافة المسلحين الصهاينة من الذكور , الذين بلغ عددهم حوالي الأربعماية ، وتم نقلهم الى ( ام الجمال) في شرق الأردن ، ومن هؤلاء الاسرى اصبح منهم قادة كبارا فيما بعد .
هؤلاء هم رجال الأردن ، الذين اثروا الجيش العربي بشجاعتهم واقدامهم ، ولولا تآمر الدول الكبرى ، لما قام الكيان الصهيوني زورا وظلما وبهتانا ، ولكان النصر لهؤلاء الابطال الذي يملكون القليل من السلاح ، والكثير من العزم والايمان بقداسة قضيتهم وعدالتها ، ومعركة الكرامة التي جاءت بعد هزيمتي العام 1948 و1967 ، خير شاهد ، حينما سطر الجيش العربي المصطفوي ملحمة النصر والبطولة ،في الحادي والثلاثين من آذار العام 1968، اصابت العدو بدهشة لم يتوقعها ، ما دفعه الى التقهقر غرب النهر مخلفا بعضا من قتلاه وععدا لا يُستعان به من آلياته المعطوبة من مختلف الاحجام والأثقال .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12217
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم