حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,12 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13584

التخبط الإداري والفشل .. التدريب المهني والشركة الوطنية مثالا على ذلك

التخبط الإداري والفشل .. التدريب المهني والشركة الوطنية مثالا على ذلك

التخبط الإداري والفشل    ..  التدريب المهني والشركة الوطنية مثالا على ذلك

25-03-2018 07:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبد الهادي الراجح
بادئ ذي بدء أؤكد أن الهدف من هذا المقال الصالح العام وليس النقد لمجرد النقد مع أن واقعنا السياسي والاقتصادي يستحق أكثر من النقض ولا مصلحة لنا إلا خدمة وطننا وشعبنا وإيجاد حلا لما تعانيه مؤسساتنا الوطنية ومعظمها عرضة للبيع والخصخصة التي أصبحت سياسة رسمية وهنا سأطرح قضية تدل على التخبط والفشل الإداري للحكومات المتعاقبة .
وجود مؤسستين أو جهتين يعملوا نفس الدور وكلاهما جهات رسمية أو شبه رسمية أتحدث هنا عن مؤسسة التدريب المهني والشركة الوطنية ، الأولى تأسست عام 1976م ، والهدف من إنشاءها تزويد سوق العمل بكل المهن الحرفية التي يحتاجها السوق من الحاسوب للميكانيكا وتمديد كهرباء المنازل للتمديدات الصحية للنجارة لكهرباء السيارات للفندقية وغيرها واعد لذلك كوادر ممتازة وتم تأهيلها لدورات بكل الدول المتقدمة وأصبح لدى المؤسسة كفاءات وخبرات بارعة في تخصصها وأنفقت عليها الدولة الأردنية في سبيل ذلك ملايين الدنانير ، وانتشرت فروع المؤسسة في كل محافظات الوطن وألويته .
ولكن للأسف يبقى هناك شيء مؤسف ومؤلم جدا وهو أجور هؤلاء المدربين والإداريين حيث كان دون المستوى المطلوب لأبسط المعيشة حيث لا يتجاوز الخمسمائة دينار أردني وبأقل من ذلك بكثير .
في الوقت الذي رأينا تلاميذ تخرجوا من تلك المؤسسة للسوق أصبحت أجورهم أضعاف أجور مدربيهم ومن علمهم المهنة وبدلا من المحافظة على هذه المؤسسة وتأمين كل أسباب النجاح لها ولا سيما ما يخص أجور العاملين ، نجد الحكومات وكلهم نفذوا سياسة واحدة اتجهت نحو إفشال هذه المؤسسة من خلال زرع اليأس في نفوس العاملين وصولا لإنشاء شركة تدعى الشركة الوطنية وقد أنشئت عام 2007/2008 م، ونواتها من المتقاعدين العسكريين وقد خصصت أول شيء لأجل الإنشاءات العامة ودرب بعض كوادرها في مؤسسة التدريب المهني ذاتها وبعد ذلك دخلت سوق العمل بكل المهن الحرفية وعين لها بعض المدربين بأجور لا تقل عن السبعمائة دينار أردني ، ودخلت على خط عمل التدريب المهني وأخذت بعض المعاهد التابعة للتدريب المهني مثل معهد معان وغيرها ثم أخذت فندق السابلة رقم(1) في العقبة وهو الآن خاليا تعصف به الرياح منذ أكثر من ثلاثة أعوام مضت أي منذ إخلاء كلية العقبة التي كانت مستأجرة له رغم أنه كان يدر دخلا للمؤسسة لا يقل عن مائة وخمسون ألف دينار أردني إلى مائتي ألف دينار أردني سنويا ، لصالح من يجري إهماله اليوم وجعله مكانا خاليا منذ ثلاثة أعوام كما أسلفت .
وبدلا من التطوير والاستثمار وزيادة في الفشل والتخبط الإداري يتم نقل التدريب المهني قسم السيدات في العقبة من منطقة الخزان ليصبح المكان الجديد فندق السابلة (2) ويبقى موقع الخزان شاغرا وشاهدا على سياسة الفشل الإداري حيث أن هذا الفندق إلى جانب السابلة (1) لو استغلوا بشكل صحيح لأصبحوا دخلا استثماريا ممتازا للمؤسسة .

بقي القول أن الشركة الوطنية لديها من السلطة ما تعفي حتى طلابها من خدمة العلم وتمنحهم أجورا مغرية مقارنة مع أجور التدريب المهني ويتم ربط التدريب من الطلاب بكفالات مالية لدى المحكمة مما قد يترتب عليه قضايا إذا أخل الطلاب بالعقد أو أحدهم أجبرته ظروفه بالانسحاب من التدريب .

وخلاصة القول ما هي المصلحة الحكومية لإفشال مؤسسة التدريب المهني التي دفعت الدولة ملايين الدنانير لتأهيل مدربيها وإعدادهم إعدادا جيدا ،أليس وجود جهتين شبه رسمية في نفس العمل يعني إفشال أحدهم أو أن أحدهم فاشلا .

لذلك نقول كفى تخبطا وفشلا وأدعو من هذا المنبر لدمج المؤسستين والاستفادة من جميع الخبرات الموجودة هنا وهناك ، ومؤسسة عمرها يزيد عن الأربعون عاما وبها كفاءات شهد لها سوق العمل قبل غيره وفي كل المهن يجري إفشالها وإعدامها بصمت ولا أحد يجرؤ على الكلام وما هو شعور موظفيها عندما يشاهدوا نظرائهم في الشركة الوطنية والتفاوت الكبير بين أجورهم وزملاءهم في الشركة ولماذا لا تقوم الحكومة بتوحيد الجهتين والتنافس يكون مع القطاع الخاص وليس جهتين رسميتين .

اكتب ذلك وأنا خارج العمل الوظيفي ولا مصلحة لي إلا الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي نناضل جميعا من أجله والله الموفق .








طباعة
  • المشاهدات: 13584
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم