حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8553

تناقضات القوى الخارجية ذبحت الغوطة

تناقضات القوى الخارجية ذبحت الغوطة

تناقضات القوى الخارجية ذبحت الغوطة

12-03-2018 08:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
الازمة السورية تدخل عامها السابع ، بمزيد من الدمار ، وبمزيد من القتل ، رائحة الموت في كل مكان ،قرى الغوطة الشرقية تشهد مذابح يومية ، غارات متلاحقة ، الطائرات الروسية والسورية تقصف البيوت فتنهار على رؤوس الأبرياء ، اشلاء الأطفال وجثث النساء وكبار السن بعضها تحت الركام وبعضها تم اخراجها بحالة تقشعرّ لها الأبدان ، انها جرائم حرب بامتياز .
نسوق هذا الكلام من منطلق انساني عاطفي حيادي ، فنحن جمهور الكتاب والمثقفين لنا مشاعر كبقية البشر ، لا يمكن ان نرى تلك المشاهد الفظيعة الموثقة اعلاميا ، ثم نصمت بحجة الحيادية ، وكأن المطلوب من الكاتب ان يضع مشاعرة في ثلاجة التجميد منخفضة الحرارة ، كي لا يُتهم بالانحياز !!
من حقنا ان نتساءل ، ما الداعي لبقاء او تواجد كل هذه القوى المتصارعة على الارض السورية ، الانسان السوري بات لا يعرف من هو عدوه ومن صديقه ، ولا يعرف من هو قاتله ، او لماذا يقتله !
انها المصالح ، نعم صراع المصالح ، وليس حبا في سواد عيون الانسان السوري ، الصراع بين الدول الكبرى ، او ما يسمى بالحرب الباردة ، المواطن السوري بات يدفع فاتورتها من دمه ومسكنه وأمنه واستقراره ، حتى رغيف الخبز لم يعد يجده ، فأكل العشب وورق الشجر بل والحشرات .
اللواء رحيم صفوي احد القادة الكبار في الحرس الثوري الايراني ، والمستشار العسكري لمرشد الثورة خامئني ، يرى في القوات الأمريكية وحلفائها من الفصائل المعارضة ، عدوا يجب هزيمتهم واخراجهم من شرق الفرات ، كي تصبح الساحة السورية حكرا له ولحلفائه ، وبات يهدد ويتوعد ، وهذا ما أكد عليه المحلل السياسي الايراني محمد صالح صدقيان ، الذي يرى في التواجد الأمريكي على الارض السورية غير قانوني ، وخروجا على الارادة الدولية ، في نفس الوقت يعرب ادوارد جوزيف ، وهو صحفي ومراقب امريكي ، ان التحالف الروسي الايراني مع نظام بشار الأسد القمعي ، على حد قوله ، هو السبب الرئيس في استمرار الأزمة ، والمذابح التي ترتكب هنا وهناك على الارض السورية ، مصدرها الايرانيون الذين يهددون السلم العالمي في الشرق الأوسط .
المصيبة ان ثمة اطراف اخرى ، تلعب في الورقة السورية ، اضعفها الجانب العربي ، الذي اصبح دوره شبه مهمش او ثانوي ، بينما الاتراك تجدهم اكثر فاعلية من العرب اصحاب القضية ، اذ ينبغي ان يتولى العرب قضاياهم ويعالجونها بارادتهم الحرة ، وليس باملاء من هذا الطرف او ذاك ، ولو توفر لديهم الحد الأدنى من القوة المادية والمعنوية ، لما تجرأ كائن ما كان ، ان يتدخل في شؤون العرب الداخلية ، لكن الضعف العربي والانقسامات العربية ،والتحالفات غير المقدسة ، دفعت بالاطراف الاخرى ، الى التدخل والهيمنة حفاظا على مصالحها ، دون ادنى اعتبار للمصالح العربية اصحاب القضية .
في المحصلة ثمة من يقول ان تفاهمات جرت وما زالت تجري بين القطبين الأمريكي والروسي ، برغم التناقضات ، وذلك من اجل اقتسام الكعكة ، وعدم التصادم ، في حين تركيا وايران وبعض الفصائل تدور في فلك هذين القطبين ، والخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي يُذبح عيني عينك ، ولا مجير له ، لا من العرب ولا من غيرهم .








طباعة
  • المشاهدات: 8553
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم