حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11821

المضحك المبكي بعد الخبز

المضحك المبكي بعد الخبز

المضحك المبكي بعد الخبز

14-02-2018 09:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
اثارت مشاعري مداخلة لأحد المواطنين مع اذاعة محلية ، يقول ذلك المواطن الأردني ،المكنّى ابو محمد ، انه ضرب ابنه لأنه اكل رغيفا ونصف ، اذ يبدو ان هذا الرجل كان خصص رغيفا واحدا لكل فرد من افراد اسرته ، فلما تجاوز ابنه محمد حصته ، قام بضربه !!هذه الواقعة المضحكة المبكية ، هزت مشاعري ومشاعر كل الاردنيين الذين استمعوا اليها .
مثل هذه القصص او المداخلات لم نسمع بها ، الا بعد رفع الدعم عن الخبز ، المواطن كان اعتاد على دفع مبلغ معين مقابل عدد من الأرغفة ، ولما اختلف الوضع حاليا ، انخفض نصيب الفرد من هذه المادة ، التي هي من اساسيات ومتطلبات الانسان الاردني ، التي لا غنى له عنها .
موضوع رفع الدعم عن الخبز ، اضحى موضوعا جدليا ، فعلى المستوى الشعبي ، الغالبية العظمى تعارض من منطلق عاطفي ،مع ان الحكومة خصصت مبلغا معينا اسمته ( الدعم ) للمستحقين ، اما الفئة المثقفة التي تداولت الأمر يموضوعية ، من عدة جوانب ، فلم تبد اية معارضة ، على اعتبار ان هذا الاجراء ، هو ضمن خطة تصحيحية لوقف هدر كان يستفيد منه الاردني وغير الاردني ، وخزينة الدولة كانت تتحمل قيمة الدعم للمستحق وغير المستحق ، الامر الذي بات واضحا ان كميات من الخبز الزائد عن حاجة العائلات الغنية والفقيرة ، كانت تلقى في الحاويات ، او بين اكوام القمامة او بالأحرى قربها .
عندما اوقفت الدول المانحة مساعداتها كليا او جزئيا عن الاردن ، قامت الحكومة بالبحث عن موارد لسد العجز في موازنتها ، انا شخصيا لست بصدد تبرير هذه الاجراءات التي تتخذها الحكومة في هذا الشأن ، وفي نفس الوقت لست ضدها على عموميتها ، الامر يحتاج الى رأي النخبة المثقفة اقتصاديا ، لتقول كلمة حق بصراحة ، من منطلقات علمية وموضوعية بعيدة عن العواطف ، او الدوافع الشعبوية .
من خلال معلوماتي الاقتصادية المتواضعة ، ادرك ان صندوق النقد الدولي ، يتدخل بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، في السياسات الاقتصادية للدول النامية ،والدول المتعثرة ، وليس من الحكمة رفض كل مطالب البنك الدولي التصحيحية ، لأن العواقب ستكون كارثية ، في حين ان الحكومات الذكية تقوم بالمناورة ، بين اخذ ورد ، وشدّ ورخي ، للوصول الى منتصف الطريق ، فلا رفض مطلق ، ولا استجابة عمياء .
في هذا السياق ،نقول صراحة ، اعتماد الحكومة على جيب المواطن لسد ( عجوزاتها ) سياسة خرقاء لا يقبلها عاقل ، اذن ، لا بد من البحث عن وسائل واجراءات ناجعة ، لمعالجة العجز ، فمثلا ثمة من يقول لا بد من تخفيض الرواتب العالية في القطاع العام ، بحيث لا تتجاوز رواتب الوزراء ، كما يتوجب وقف الهدر في كل القطاعات الحكومية ، وتخفيض الانفاق بكل اشكاله ، لا سيما فيما يتعلق بالسفر والمياومات والمكافآت ، اضف الى ذلك ما يقال عن شراء السيارات الفارهة لكبار المسؤولين ، والاثات الفاخر لمكاتب المتنفذين ، وغيرها من مظاهر ( الفشخرة ) الجوفاء .
مسألة في غاية الاهمية ، جلب الاستثمارات والتوسّع فيها ،، وتسهيل الاجراءات امام المستثمر ، وتشجيعه بكل الوسائل الممكنة ، والضرب بيد من حديد على ايدي الفاسدين والمعوقين ، كما ينبغي اجتثاث كافة اساليب الابتزاز التي يمارسها بعض المتنفذين بحق المستثمرين .
المشاريع الاستثمارية كبيرها وصغيرها ، تساهم بشكل فعال في حل جزء كبير من مشكلة البطالة ، وشاهدنا بأم اعيننا ، جهود جلالة الملك في جذب الاستثمارات ، في كل المحافل الاقتصادية ، ومؤتمر دافوس على وجه الخصوص . فالمطلوب من الحكومة استخلاص العبر قبل فوات الأوان .








طباعة
  • المشاهدات: 11821
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم