حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,9 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11310

من نحن

من نحن

من نحن

05-02-2018 10:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.ميساء قرعان
مبادرة إنشاء هذه الصفحة التي تحمل مسمّى" هبّة الشمال المشروع الوطني الأردني " جاءت من موقع الرؤية لما جرى ويجري في الدولة الأردنية في سياقه التاريخي .حيث تقوم رؤيتنا على أنّ تركيبة العالم هو نتاج معادلات دولية وليس نتاج الصدفة .
وأنّ الأردنّ الحديث نشأ في سياق معادلتين دوليتين . معادلة ما بعد الحرب العالمية الأولى التي أنتجت . وعد بلفور . ونظام الانتداب . وسايكس بيكو . حيث تشكلّت دولة الإمارة 1921 . ودولة المملكة 1946في مناخ المعادلة الدوليّة التي قادتها بريطانيا العظمى حيث اعتمدت الدولة الأردنية على استراتيجية " المساعدات" من بريطانيا ومصر والسعودية .إلى أن خضعت دولة المملكة إلى معادلة دولية ثانية " ثنائية القطبيّة " حيث استقرّ شكل الدولة على استراتيجية " المساعدات" ولكن برعاية أمريكية بعد أن تراجع دور بريطانيا في المنطقة حيث تمّ ملء الفراغ أمريكيا بمشروع ايزنهاور 1957 والذي قضى بضرورة دعم الأنظمة السياسية التي نالت الاستقلال .
الأردن الذي تنبع عناصر قوته من الجغرافيا السياسية . وشرعية الشعب الأردني على هذا الجغرافيا . كان دائما يمثل حاجة للأطراف الدولية والإقليمية والعربية في سياق الصراعات في المنطقة التي كان يسيرها مبدأ " توازن القوى "في إطار معادلتين دوليتين . فالأردن الذي هو جزء من محيطه العربي والإسلامي . ومكوّن من دول إقليم الشرق الأوسط . وجزء من المنظومة الإنسانية الدولية . اكتسب أهمية من عمقه التاريخي والعربي والإقليمي والدولي.
أمّا اليوم والعالم كلّه يخضع لتسويات دولية كبرى . ضمن استراتيجية دولية تمهد لولادة نظام دولي ثالث جديد " يقوم على مبدأ توازن المصالح " في إعادة صياغة الدول والأنظمة السياسية والثقافات والشعوب . والتي ستطال جميع البنى القديمة . وملفاتها وقضاياها العالقة التي ستخضع لتسويات نهائية . أساسها التحول الديمقراطي عبر منظومة أقاليم في الدولة الواحدة تحكمها مرجعيات لا مركزية منتخبة والتي تأتي في سياق تشكّل الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ يركب على سكّة التشكّل.
الأردن الرسمي . والأردن الدولة والمؤسسات . والأردن الشعب صاحب الشرعية الوطنية . مكونات المعادلة الأردنية المحليّة الثلاثة . اليوم أمام استحقاق المتغير الدولي .
جلالة الملك من موقع رؤيته لما يجري في المنظومة الدولية الفاعلة والمؤثرة أطلق محليا " استراتيجية الاعتماد " إدراكا منه أن أردنّ معادلة ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي اعتمد على المساعدات . لم تعد توفّر له الأطراف الدولية غطاء دوليا بمجمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية لبقاء الدولة واستمرارها .
مؤسسات الدولة التي نكنّ لها كلّ الدّعم والاحترام والتقدير .ونحرص على بقائها . إيمانا منّا أنها من منجزات الشعب الأردني ومكتسباته الوطنية . هذه المؤسسات من موقعها هي اليوم أمام استحقاق الانتقال من موقع انتظار المساعدات إلى موقع الاعتماد على الذات ضمن استراتيجية واقعيّة وعلمية . ونتيجة لغياب مشروع سياسي وطني واقعي في قلب الدولة .وقعت الدولة في دوامة الأزمة بالتخبط في إنتاج الحلول . حيث راحت باتجاه تفعيل الحلول السريعة من موقع أزمتها بفقدان العامل الذاتي لإدارة الأزمة التي طالت آثارها قوت المواطن وأجهزت على دخولاته المالية .
الأردن الشعب . صاحب الشرعية الوطنية . هو اليوم أمام استحقاق إنتاج مشروعه الوطني . إيمانا منه أن المشاريع تقابلها مشاريع ولا قابلها اعتراضات على إجراءات. وذلك لترجمة سياسة الاعتماد التي نادى بها جلالة الملك .فمطلوب من التجمعات السكانية اليوم أن تبادر إلى تمثيل نفسها في إطار هيئة وطنيّة في كلّ تجمع سكاني تنظّم واقع التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام . وصولا إلى عقد مؤتمر وطنيمن ممثلي التجمعات السكانية على طريق فتح باب الحوار أمام الأردنيين للتوافق على ميثاق وطني جديد ينظم صيغة العلاقة بين مكونات الشعب الأردني في سياق الالتقاء على فكرة الدولة والوطن بعيدا عن المناطقية والأيدلوجية والقبلية . ميثاق أساسه إنتاج دستور جديد يحاكي تطلعات الشعب الأردني وقادر على نقل الدولة من البنية القديمة إلى دولة جديدة أساسها الإنتاج وليس الإعالة . وينظّم العلاقة بين الشعب و النظام السياسي من خلال مؤسسات الدولة التي ستخضع لإعادة الترميم وإعادة الإنتاج .
الأردنيون اليوم مطالبون بنهج خطاب العقل . ومقارعة المشروع بالمشروع " مشروع وطني أردني . يقف على أرضية الجغرافيا السياسية والجغرافيا الطبيعية . والجغرافيا الاستثمارية . يشتق معادلة بناء الدولة من خلال رؤيتة السياسية لما يجري في العالم . فقبل أن نسأل الأردن إلى أين ؟ علينا أن نسأل العالم إلى أين . فالأردن ليس بمعزل عن التحوّلات الدولية والإقليمية والعربية . فمن لا يملك مشروعا لا ينظر إليه على أنه طرف . بل ينظر إليه على أنه أداة توظفها كلّ الأطراف .
رسالتنا إلى كلّ زوار الصفحة . شارك في الرأي المبني على رؤية ما يدور في العالم بمنهج علمي . قارع الفكرة بالفكرة الواقعية القابلة للتطبيق . وحاجج الرأي بالرأي الذي يبتعد عن الإساءة والتجريح .بالحوار المبني على رؤية واضحة وقراءة عميقة نصل إلى أهدافنا التي نشترك بها جميعا اليوم " حماية وطن وشعب ودولة " على طريق النهوض به معتمدين على عواملنا الذاتية . مستفيدين ممن يقدم لنا الدّعم دون الاعتماد عليه فيما يتعلق ببرامج التسوية وبرامج التنمية .








طباعة
  • المشاهدات: 11310
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم