29-01-2018 10:08 AM
سرايا - كتب - كامل عبد الكريم القاضي / لندن - في أواخر شهر تشرين الثاني عام1965 كنا في مدرسة الفارابي على الطرف الشرقي لمدينة إربد الوادعة، كانت المدرسة عبارة عن الدور الأرضي وملحق من أربع غرف بينما كانت عائله الباشا محمد السعد البطاينة مالك البيت، تسكن في الدور العلوي.
كان في المدرسة صفان فقط الأول ثانوي ست شعب والثاني الثانوي العلمي شعبة واحدة وكان يُعلمنا اللغة العربية أستاذنا المتميز جورج حداد رحمه الله
مع إقترابنا من فصل الشتاء طلب منا الأستاذ جورج أن نكتب موضوع إنشاء-تعبير- عن الشتاء، وكانت أعلى العلامات لا تصل خمسا وستين.
بعد أسبوعين من كتابة الموضوع، أعاد لنا أستاذنا الدفاتر بعد ان صلّح ما كتبنا ووضع العلامات وكانت علامتي 58،وطلب الأستاذ جورج من أخي وحبيبي صفوان عمر فائق الشلبي وكان من مجموعة طيبة أذكر منهم حسن اسماعيل النابلسي وعصام البلبيسي وزياد البطاينة وسهيل قاسم الغزاوي، يقرأ صفوان ما كتب كونه الأفضل وحصل على علامة 68 القريبة من الكمال.
قرأ صفوان:
(يُذكّرني الشتاء بأحاديث أمي الدافئة، ونحن نتحلق حول المدفأة، والقطة السكنية اللون تتثاءب قرب النافذة المتلبدة بالضباب، لا يقطع سكونها سوى فرقعة حبيبات الكستناء)
فصرخت تسمح لي أحكي يا أستاذ، فرفض ولكنني عاودت الطلب بإلحاح فقال لي بعد أن يكمل زميلك،فقلت بلهجتي البدوية التي كان يحبها ما ينفع الحكي بعدين فطلب من صفوان أن يتوقف وأذن لي لاعتقاده ان هناك ضرورة.
فقلت:
يا أستاذ كلام صفوان زين بالحيل ويستاهل العلامة التي قدرتها له لكن اسمعني : والله يا أستاذ ماعمري ذقت حبيبات الكستناء اللي تفرقع عند أهل صفوان، وأنا اسكن في بيت شعر غرب بلدة ملكا ماله نوافذ يتلبد عليه ضباب
يا أستاذ ما عندنا قطة سكنية إنما عندنا بس جبهته تتوسطها بقعة عجين جاف من يد أمي وهي تدفعه عن خبز الصاج وهويحاول خطفه من فوق النار.
يا أستاذ الشتوية عندنا غير عن شتوية صفوان وجيرانه.
فداعبت دمعة لا زلت أذكرها وجه أستاذي وهو يبتسم بسخرية ممزوجة بشيء من الكبرياء وقال معاك حق يا منحوس كل واحد يكتب عن شتويته، وزاد لي علامتين أو ثلاث وبقي صفوان الأول، ولكن الأهم من كل العلامات أن جورج حداد أصبح صديقي ويثق بي ويحدثني عن الأدب العربي والقومية العربية ومضار التدخين والقط أبو جبهة.
ألف شمعة وألف وردة على قبر أستاذي جورج حداد في ذكرى رحيله
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-01-2018 10:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |