حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,8 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11606

معركة التوجيهي!

معركة التوجيهي!

معركة التوجيهي!

08-01-2018 11:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غيث هاني القضاه
من صُور الظلم لطلبتنا في العالم العربي هذه "الهالة "من الخوف والقلق والرهبة التي تحيط بامتحان "التوجيهي"،حيث يذهب الطلبة للامتحان النهائي ،وكأنهم ذاهبون الى نهاية المسار في حياتهم، وللاسف مازالت العقلية العربية التسلطية تجعلنا في ركب الامم ،وتخلق نفوسا مشوهة مريضة ومضطربة بشكل دائم في معظم حياتنا.

في امريكا ومعظم دول الغرب لا يوجد هذه "الهالة"في السنة الاخيرة من الدراسة ،حيث ان هنالك جزءا لتقدير علامات الطلبة يؤخذ من علامات المدرسة ، و التي تحترم نظام العلامات بشكل مدروس ،فيذهب الطالب للامتحانات النهائية مرتاحا نفسيا وغير مضطرب،ثم ان معظمهم يعرف التخصص الذي سيدرسه في الجامعة وهو على مقاعد الدراسة في المدرسة بعد ان يقوم بمراسلة الجامعة هناك عبر الايميل!
تخيلوا انك تستطيع هناك وانت طالب في المدرسة دراسة مواد تُحتسب لك كساعات دراسية معتمدةفي الجامعة عند دخولك اليها!فأي نفسية مُريحة سيشعر بها الطالب حينها وأي شعور جميل سينتابه وهو يشعر بأن احدى قدميه قد حطّت على ارض الجامعة و في التخصص الذي يُحب؟
من المفارقات ايضا أن الطلبة الذين يدرسون النظام الامريكي والبريطاني في الاردن وفي مدارس عديدة منتشرة في عمان وغيرها والتي بحاجة الى رسوم دراسية مرتفعة جدا وليست كرسوم المدارس الخاصة،يتم احتساب ما نسبته اربعون بالمئة من علامات مدارسهم في نتيجتهم قبل الامتحان النهائي ،ولا يكاد طالب يحصل على تقدير اقل من جيد جدا من مدرسته،فيضمن الطالب النجاح قبل ذهابه للامتحان النهائي !وتسقط حينها هيبة وهالة امتحان التوجيهي عند الميسورين ماديا ،فأصبح المالُ سببا من اسباب السعادة والنجاح في التوجيهي ايضا.

ما زالت العقلية العربية والتي تُدرك الحكمة دائما بشكل متأخر ، تحكمُ تقدمنا وتجعلنا في ذيل الامم في مختلف مناحي حياتنا،مع تقديري للتقدم البسيط الذي حصل في الاردن تجاه هذه القضية ،ولكنها ايضا للاسف مرتبطة بالاشخاص وبشخص الوزير تحديدا ،وليست مرتبطة بنهج قائم على استراتيجيات مدروسة ويتم تطبيقها عبر سنوات معينة ضمن خطة واضحة ،وإنما تعتمد كما نلاحظ اعتمادا اكيدا على "كاريزما"وزير التربية ورغبته في التطوير والتقدم،فقد ينسفُ وزيرا خطط وزير آخر قبله ويُغير اتجاه التعليم خلال اسبوع من تسلمه الوزارة.
على وزارة التربية ان تبذل جهودا اكبر في سبيل تطوير نظام العلامات في التوجيهي وعدم ربط مصير عشرات الالاف من الطلبة بساعتين او بثلاث ساعات في فترة الامتحان والنظر في امكانية الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة والمتعلقة تحديدا بكسر حاجز الخوف عند الطلبة،وعدم الاعتماد على امتحان واحد فقط يتحدد فيه مصير الطالب خلال فترة زمنية قصيرة.








طباعة
  • المشاهدات: 11606
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم